أنا محمد توفيق عيسى من قرية حواسة قضاء حيفا، مواليد 1939.
حواسة تقع على جبل، كان سكانها من المهجرين، وفوقها مستعمرة يهودية تُدعى (بغشة).
القرية كان فيها جامع... ومدرسة يعلم فيها شيوخ لتعليم القرآن، وعندنا كان من يختم القرآن، يزفوه مثل العريس على الفرس وبكل البلد.
حواسة لم تشتهر بالزراعة، كان كل شخص عنده حاكورة، ويزرع فيها تين أو زيتون.
كان عندنا عين اسمها عين السعادة، ماء بارد نازل من الجبل، ويكمل مجراه الى البحر. كان عندنا مختار اسمه المختار خليل، وعنده مضافة ويسقي القهوة السادة وكبار السن يذهبون ويجلسون في المضافة.
وكان المختار يحل مشاكل البلد، ويسجل الولادات في الدولة.
كان في باص واحد يطلع على البلد لفوق، وعندنا كارّات على الخيل، وتذهب الى حيفا. لم يكن هناك معصرة زيتون. وعدد سكانها يزيد عن 4000 نسمة، كان بالقرية قهوة للمختار سليم.
سنة النكبة، نحن كنا بالبلد، وبالليل سمعنا ضرب اليهود للناس وذبحهم، وهربنا لتحت عند جيش الملك عبد الله. فاليهود قتلوا كثيراً من سكان أهل القرية. والدي كان متوف قبل الاحتلال وخروجنا من البلاد.
عمي شقيق والدي بقي بفلسطين وهو من اشترى بارودة للمقاومة.
وبعد هروبنا لعند الملك عبد الله، رجعت الناس الى بيوتها ونحن هربنا الى حيفا، ثم جئنا بالبحر الى عكا، ومن عكا طلعنا على لبنان. إذا قالوا لي ارجع على فلسطين، برجع. فلسطين أحسن من أي دولة عربية. فلسطين وطني وهي أرض مقدّسة.