محمد موسى موسى، ولادة 1941 وادي الحنداج قضاء صفد. أنا خرجت من فلسطين وعمري سبع سنوات. عندما بدأ جيش الإنقاذ يساعد الشعب الفلسطيني، صار صراع طويل بين الفلسطينيين واليهود، واعتقدنا أن الجيش جاء ليسعادنا، ولكن النتيجة كانت بالعكس، لم يساعدنا جيش الانقاذ الشعب وتحولت الى خيانة كبرى للشعب.
فهذا الجيش سبب هزيمتنا. واليهود وضعوا لنا ألغام عند أرض وادي الخنداج فجاء شباب من عندنا وفكّوا الألغام وجئنا الى بلد اسمها الريحانية وكان عمري 7 سنوات بدأت معركة المالكية. وحين ذاك كان فيها النقيب محمد زغيب الذي إستشهد في هذه المعركة وإنتصر الجيش العربي ولكن بعد مدّة قصيرة (2 يومين) إنسحب هذا الجيش، فالقيادة أمرت بالإنسحاب، فهذه خيانة كبرى، ذهبنا من وادي الخنداج الى الريحانية، صارت معركة بالجش، وبعدها رأيت بعيني جيش الإنقاذ منهزم، وسألناه فقال: اذهبوا الى لبنان.. وبدأت النكبة فذهبنا الى يارون.
مختارنا اسمه مسعود المحسن، ومختار الريحانية هو حسن البواب.
حسن البواب قال لأبي: خليك بالبلد يا موسى.. لا تذهب الى لبنان.. الغربة صعبة، والدتي قالت أريد الذهاب الى لبنان فذهبنا الى يارون، ثم الى زبدين، ثم القليلة بالخيم، والدي توفي بعد خروجنا بسنة واحدة.
عندما ذهبت الى مارون الرأس ورأيت بلدنا صرت أبكي.. بلدنا لم تدمّر، الناس بالريحانية هم إسلام شراكس وليسوا عرب.
نحن بلبنان ليس لنا حقوق، أولادنا هاجرت الى أوروبا..
بالريحانية كان في مضافة عند المختار فقط.. أهل الريحانية يحبون بعضهم البعض.
الريحانية بلد معمّرة، يُزرع الزيتون والخضار والحبوب.. وفيها مدرسة، وتربية الطرش. أنا لن أتعلم بفلسطين، فقد كنت صغيراً..
لو أسكن بخيمة بفلسطين برجع، ولن أكون ذليلاً تحت أمرة البعض. أنا أعرف فلسطين وتربيت فيها.. ونبكي دم عليها.
قُم للجهاد وأنت منتصب وحطّم الأغلال رغماً عن المستعمرِ
نحن حماة الوطن لا يهمنا وجلٌ ما نقبل الذل من صهيون المستعمرِ
حاصروا بجيوشهم المدائن والقرى وباراك بجهوده كذئب مسعرِ
ظنوا بني صهيون أنها نزهة لكن دباباتهم من أبطالنا تتفجرِ
أبطالنا رجال وذو همة ما همهم بني صهيون والمستعمرِ
كأس المنيّة يرتويه عدوُّنا من شِبلِنا المغوار بليلٍ ممطرِ
وأنشر على أرض السلام ولن ندع ذئباً يُطاردنا بمرجٍ أخضرِ
أيحق للصيون من قطارنا أرضاً مقدّسةً بها يستعمِرِ
وارفع بناءً في السماء عِمدهُ لنعيش في عصر الحياة الزاهرِ
نحن الجنود فلا نهاب ملامة نحن الجنود فيا قدس أبشري