Ibrahim Ebeid
Options for this story
تحديث مختصر تاريخ عائلة عبيد ابن عبد المسيح الفارّ
في بيرزيت - الناصرة- الولايات المتحدة
ألجزء ألأول
إبراهيم نعوم جريس إبراهيم عبيد الفارّ
ليس من السهل أن تكتب تاريخ العائلة ، أي عائلة ، وإن كانت جذورها عميقة ، ولا يكون بحوزتك اية مراجع مدونة ومثبة. كنت مهتما جدا لحد الهوس ومصمما لأعرف الجذور لأتوصل الى شي أدوِّنه ليبقى مرجعا للاولاد والأحفاد ليعرفوا أصولهم وجذورهم ومن أين أتوا وليكونوا على إطّلاع على تاريخهم وخصوصا الذين ولدوا بالمهاجر . لم يكن ألأمر سهلا بل كان شاقا وصعبا. أخذت أبحث في الشبكة العنكبوتية لسنين طويلة حتى توصلت إلى معلومات قيمة مما دونه بعض الأفراد على صفحات الإنترنت من عائلة الفار التي ننتمي لها وأخص بالذكر إبن ألعم مشيل جورج الفار لأن المعلومات التي يمتلكها كانت كثيرة ومطابقة لما عرفته من الخال سعادة عبدالله سعادة، إبن نعمة بنت الجد عبيد عبد المسيح الفار ومن الأعمام و بعض المتقدمين بالسن من المعارف والأقارب.
جاء جدنا عبيد إبن عبد المسيح الفارّ من مدينة الرملة واستقر في بيرزيت هربا من الأتراك وخوفا على حياته جرّاء نشاطه ضد الحكم العثماني، وتزوج إمرأة من بيت العابد لا أعرف إسمها مع الأسف ، رغم المحاولات المتعددة والتي بائت الى طريق مسدود. كانت اخت لعبيد متزوجة في دارالعابد أيضا وكان ذلك في منتصف القرن التاسع عشر وكانت هي السبب لزواجه من تلك الجدة.
كان والد جدنا عبيد يدعى عبدالمسيح ابن ابراهيم إبن جريس إبن عبدو الفارّ كاهنا ارثوذكسيا من مدينة الرملة والتي هربت اليها عائلته من مدينة عكا بعد خلاف مع أحمد باشا الجزار ،إستقرت العائلة في مدينة الرملة وعرفوا بكنية الفارّ لأنهم فرّوا خوفا على حياتهم .
يقال أن عبد المسح توفي قبل ولادة إبنه ولذلك سُمّي ابنه عبدالمسيح أيضا وعرف فيما بعد بعبيد و إعتنى جده إبراهيم بتربيته كان عبيد صائغا وبناءا ماهرا واشترى أراض كثيرة في بيرزيت ، فلسطين ، ولا تزال اراضيه موجودة مع احفاده، وبيته لا يزال موجودا الى يومنا هذا حيث ولد أولاده والكثيرون من أحفاده ومن ضمنهم أنا، وكما أخبرني أيضا بعض المتقدمين بالسن من أهالي بيرزيت والعم يوسف جريس ابراهيم عبيد والسيد سالم الكيلة من كبار السن في ذلك الوقت أن جدنا عبيد الفارّ كان يعرف ايضا بعُبيد السويرَكي.
أخبرتني عمتي لويزة وجليلة أيضا أن جدي جريس إبراهيم عبيد سمّى أحد ابنائه إسكندر على إبن عم له قتله الأتراك وألقوا بجثته بالدردنيل ، و أن محفوظ أخو إسكندر،من أولاد عمومتنا، قتله الأتراك أيضا،و كان محفوظ مدير الجمارك العامة في بلاد الشام وهي وظيفة برتبة نائب وزير . وروى لي الدكتور وجيه سعادة عن معلومات من جدته نعمة بنت عبيد الفار أن عائلتها حاربت ضد نابليون أثناء حصاره لعكا وفشله في إحتلالها وساهم أهلها في ترميم السور وبناء جناح إضافي للقلعة.وقد ثبّت لي هذه المعلومات أيضا ألاخ مشيل جورج الفار ومعلوماته كانت متطابقة لما عرفته بل كانت أعمق وأشمل ولذلك أتوجه له بالشكر الجزيل.
. وهنا أنقل بعض ما دونه الأخ مشيل من معلومات قيمة عن تاريخ العائلة حتى تعرف الأجيال القادمة من عائلة الفارّ ومن انحدر منها تاريخ الأجداد النبيل ، وخصوصا الأجيال القادمة ولعلها تستفيد ولا تنسى جذورها
يقول المهندس مشيل جورج الفار أن عائلة الفارّ انحدرت من قبيله السويركيه و مكان موطنها سيناء المصريه وبلاد الشام وبعض المدن المحيطه بها.كان لهذه القبيله السويركيه شأنها وشهرتها وقد حافظت على مسيحيتها ومكانتها العربيه في عهد صلاح الدين الايوبي في القرن الثاني عشر وقد ناصرته في حروبه ضد الصليبين.
اشتهر الكثيرون من رجال هذه القبيله بالطب العربي واتقانه بمهارة لمعالجة جميع المرضى واصحاب العلل ومكافحة الامراض بالاعشاب والنباتات والطيور والحيوانات والمعادن وقد ذاع صيتها وامتدت شهرتها في جميع بلاد الشام والعرب
على ضوء سمعتهم وشهرتهم استدعى صلاح الدين الايوبي أحد رجال هذه القبيله والاشهر معرفة وخبرة في مجال التطبيب العربي وطلب منه أن يكون مسؤولا" عن تطبيبه بصورة خاصة وعن تطبيب الفرقه الخاصة بحراسته بصورة عامة وكان يعرف بالطبيب سليمان السويركي.
منح صلاح الدين لقب شرف الى هذا الطبيب السويركي الحكيم المنسوب الى كتب طب ابن سينا، وكان انذاك لقب المعلم يطلق على كل ذي شهره بالطب العربي وهكذا عرف اسم العائله انذاك وفيما بعد بعائله المعلم. وأرسل صلاح الدين ألأيوبي طبيبه الخاص سليمان المعلم السويركي لمعالجة ريكاردس المعروف بقلب ألأسد عندما كان مريضا بالحمّى.
استطاع المعلم سليمان أن يحظى برضاء صلاح الدين لبراعته بالطب وذكائه واخلاصه وكان ملمّا في علم النفس وعنده المقدره في صدّ الاعداء والمهاجمين فمنحه صلاح الدين بفرمان تقدير واخلاص وانعم عليه بصكّ(اجازة) بحق التملك بقطعة أرض في داريا الشام القريبه من دمشق والغنيه بمياهها وتربتها.بعدما تملك المعلم سليمان قطعة الارض هذه في داريا الشام حصل خلاف بين أحد اصحاب المزارع المجاورة وأحد ابناء المعلم سليمان فاقدم هذا الأخير على قتل صاحب المزرعة دفاعا" عن النفس.
على أثر حادث القتل هذا أجبرهم صلاح الدين على النزوح من داريا الشام تحسبًا من الأخذ بالثأر فاستبدل الصك المذكور بصك اخر غيره يمنح به المعلم سليمان بحق التملك بقطعة ارض غيرها في بساتين قيسارية فلسطين القريبه من مدينه حيفا وهكذا جاء المعلم سليمان واسرته الى بلاد فلسطين في أواخر القرن الثاني عشر.
بعد وفاة صلاح الدين عام 1193 م. باعوا املاكهم في قيسارية فلسطين واستوطنوا مدينه الرمله بسبب موقعها الجغرافي بين يافا والقدس وكان لمدينه الرمله مكانة مرموقة في عهد الاسقفيات ويقال ايضا" السبب كان تحسبا" من الامور الثأريه من أهل القتيل وحرصا" على سلامة العواقب.
منذ ذلك العهد ولغاية أوائل القرن الثامن عشر تاريخ تولد – الجد عبدو – تقديرا" يصعب جدا" معرفة تسلسل الاجيال وتتبعها وتاريخها وتنقلاتها وتعود الاسباب بالطبع الى عدم اهتمام الاسلاف بمثل ذلك ، كذلك من هو الجد عبدو ومن أي فخذ إنحدر ومن هو والده كل ذلك يصعب الوصول إليه دون مؤرخين ، لكن حسب سماع ومعرفة الاسلاف السابقين كان يقال أن الجد عبدو كان ابن نصري السويركي. لهذا وعلى ضوء ما تقدم واستنادا الى الواقع أصبح من جدير الاهتمام أن نبتدئ بتاريخ العائله ومن إنحدر منها من الجد – عبدو – الى أجيالنا الحاضرة حيث تتوافر معظم المعلومات عنهم وعن أبنائهم واسمائهم
لماذا سميت العائله أو أخذت كنيه الفار.
كما عرف وسمع من الاباء والاجداد وهم بدورهم عرفوا وسمعوا من اسلافهم السابقين وتأكدوا من عدة مصادر واشخاص من الاسلاف الذين تتبعوا تسلسل العائله من الجد عبدو وفيما بعد بأن الجد عبدو وافراد اسرته وهم زوجته وبناته الثلاثه العازبات وولدية جريس وخليل الذي اطلقت على أحدهم كنيه الفار أخذوا مدينه عكا موطنا" موقتا" لهم.
كان ذلك ابان انجاز المشروع الذي تعهدوا به كل من عبدو وولديه جريس وخليل وهو عبارة عن ترميم سور عكا واضافة جناح على القلعه وذلك في عهد احمد الجزار والي عكا بالعهد العثماني الذي حكم ما بين 1775 – 1804 م والأمر الذي دفع بأحمد الجزار بالمشروع المنوه عنه كان استعدادا لتحصين مدينه عكا تحسبا من نابليون بونابارت الذي كان يستعدّ لفتح بلاد شرق المتوسط.
اشتهر اسم جريس ابن عبدو عند أحمد الجزار وكان له قدرا كبيرا عنده فاسماه بالمعلم جريس وكان يناديه باللفظه المصريه بالمعلم كركس.ولكن أصدر احمد الجزار أمرا بقطع يدي جريس من المعصم فاضطر جريس الى الهروب من مدينه عكا فهرب الى مصر فأطلقت عليه لفظة جريس الفارّ(الهارب) .
بعد هروب جريس الى مصر تخوف كل من والده وأخيه خليل والاسره من البقاء في عكا خشية الانتقام بهم أو ملاحقتهم بعد هروب جريس فتركوا مدينه عكا والتجؤا الى مدينه السلط في شرق الاردن كبلد أمين لهم كونها لم تكن تابعه الى حكم احمد الجزار. كان ذلك في الاول من القرن التاسع عشر.
بعد وفاة احمد الجزار عام 1804م التحق جريس بأهله في مدينه السلط وفيما بعد استوطن مدينه الرمله وهكذا ومنذ ذلك الحين وفيما بعد عرف اسم العائله أو الكنيه – بالفارّ.
يعرف ايضا كما ورد بالسجل الفاهومي بأن البعض منهم بقي في بلاد الشام والبعض منهم هاجر الى جبال عجلون في شرق الاردن شمالا ومنهم هاجر الى الكرك في شرق الاردن جنوبا وعرفوا بعائله الزريقات ومنهم من ذهب الى بلدة الطيبه قضاء رام الله في فلسطين وعرفوا بعائله المصيص والى مدينه الرمله وعرفوا بعائله الفارّ.
من هم أبناء المعلم جريس الفارّ ومكان استيطانهم:-
أبناء جريس الفارّ ابن عبدو وخلفه اولائك الذين استوطنوا مدن الرمله ويافا وغزه في فلسطين ومن خرج منهم الى ديار المهجر
من هم أبناء خليل ومكان استيطانهم.
أبناء خليل ابن عبدو وخلفه اولئك الذين استوطنوا مدينه السلط اولاً ثم بعض بلدان أخرى في شرق الاردن وشمال فلسطين ومن خرج منهم الى ديار المهجر.. وبعضهم استوطن شمال فلسطين
كان شخص من أبناء خليل يملك حسبه أو محل لبيع الخضار في مدينه السلط وكان في مواسم العنب يشتري الفائض من العنب من اسواق السلط وجوارها ويصدرها الى معمل للخمور في مدينه حيفا يمتلكه شخص من ناصرة الجليل.
بعد تكرار اعماله مع صاحب معمل الخمور استدعاه هذا الاخير لزيارته في منزله في حيفا فشاءت الظروف بانه تعرف على أحد بنات صاحب المعمل وتمّ النصيب وتزوج منها ثم استوطن مدينه الناصره وأخذت العائله بعدها بالانتشار في مدن الناصره وحيفا وعكا ويافا وطبريا وغيرها.
لماذا استوطن بعضهم مدينه غزه؟
كان (سليمان) ابن فوتيوس ابن يوسف ابن ابراهيم ابن جريس الاول المعلم الفارّ يعمل صائغاً في مدينه يافا وكان بارعاً وماهراً في مهنته وكان بجواره شخص اخر يعمل صائغاً ايضاً من عائله الهريش المعروفه في يافا وكان ينافس سليمان الفار على الشهره ويستميل اليه الزبائن فأقدم على قتل سليمان الفارّ حسداً منه وذلك في حوالي اواخر القرن التاسع عشر.
على أثر حادث القتل هذا أمرت سلطات الدولة العثمانيه بنزوح والديّ القتيل وكل من اخوته ناصيف ورزق وبشاره الى مدينه غزه جنوب فلسطين حيث استوطنوا المدينه وتوالدوا الى وقتنا الحاضر.
القاب أو كنيات حملتها أو توارثتها بعض الافراد أو بعض الاسر المنحدرة من عائلة الفار:-
يوجد بعض الافراد أو بعض الاسر أو العائلات حملوا أو توارثوا كنية أو لقب عائلة غير الفارّ يعرف :-
ا - كنية حبايب - حملها سابا وبعض اخوانه وسليسلهم اولاد الياس ابن ايوب ابن يعقوب ابن خليل ابن عبدو الجد - يوجد حاليا" من سليسلهم ميشيل ابن سابا وخلفه واخيه فوأد المقبورين حاليا" في لبنان.
ب - كنية حبيب – حملها كل من ايليا وأخيه اسكندر وخلفهم اولاد غالي ابن حبيب ابن جريس ابن ابراهيم ابن جريس الاول المعلم الفارّ. مقيمين حالياً في كل من بيروت واليونان وكندا.
ج – كنية خوري – حملها ابراهيم وخلفه فقط ابن نظير ابن ابراهيم ابن خليل ابن جريس ابن ابراهيم ابن جريس الاول المعلم الفارّ. مقيمون حالياً في استراليا.
د - عائلة عبيد في بيزيت والولايات المتحدة وهم المنحدرون من عبيد إبن عبدالمسيح إبن إبراهيم إبن جريس إبن عبدو الفارّ.