المعتقل أحمد حسن محمود القوصي.. والمطالبة بإطلاق سراحه
(قراءة في وثائق السجين أحمد حسن القوصي)
كان احمد حسن محمود القوصي عام 1939 ربّاً لأسرة تتكون من زوجته نجلة عبد أسعد وثمانية من الأولاد بالإضافة إلى غعالته لوالديه، وكان في ذلك الوقت يبلغ من العمر قرابة ثلاثين عاماً.
كان يسكن في مدينة صفد ويعمل في مجال البناء، وقد ألقت القوات البريطانية القبض عليه بعد اشتباك وقع بينهم وبين مجموعة من الثوار قرب قرية عكبرة.. السلطات البريطانية قالت بأنه كان من ضمن مجموعة الثوار التي اشتبكت مع الجنود البريطانيين، وقد صادرت السلطات في تلك المعركة 5 بنادق ومسدساً. أصدرت المحكمة العسكرية حكماً بالإعدام على أحمد بتاريخ 14/6/1939 ولكن بعد أسبوعين من صدور القرار تم تخفيف الحكم من الإعدام إلى السجن المؤبد.
أصرّ أحمد القوصي على أنه لم يكن مشاركاً في الاشتباك وأنه كان متواجداً في المنطقة بالصدفة وعائداً من عمله وكان لا يزال يرتدي ثياب العمل إلا أن السلطات لم تأخذ وصادقت على الحكم.
بعد قرابة 5 سنوات من تنفيذ العقوبة أطلقت السلطات البريطانيين عدداً من المحكومين بمناسبة الانتصار البريطاني، فتوالت طلبات الاسترحام لأحمد القوصي والمطالبة بإطلاق سراحه، فوصلت الرسائل للمندوب السامي من الزوج نجلة اسعد، ومن والده حسن محمود القوصي، ورئيس بلدية صفد، ورئيس لجنة صندوق الإحسان في صفد، والشيخ كمال عيسى الحسيني ومعه 26 من الوجهاء والأعيان ورؤساء الطوائف في صفد .. حتى باتت الجهات المعنية في السجون متجاوبة مع طلبات الاسترحام وتعطي التزكية بإطلاق سراحه إلا أن الوثائق المتوفرة حتى تاريخ 11/6/1946 لم تتضمن قراراً واضحاً بإطاق سراحه.