
17 يوليو الساعة 4:17 ص ·
(رموز فلسطينية )
محمد حسين سلامة (أبوالنور).. هو مدرس وتربوي ورياضي فلسطيني رفيع المستوى ؛ من مواليد 31 كانون اول / ديسمبر من عام 1942 في قرية الجاعونة في قضاء مدينة صفد الجليلية . لجأت عائلته الى سوريا إثر نكبة عام 1948..
ومنذ نعومة أظفاره كان (أبو النور) يمتلك طاقةً جسديةً وروحًا تنافسيةً عالية فوجد في الرياضة ملاذًا من قسوة الظروف، فانطلق ليمارس رياضة (الملاكمة وكمال الأجسام )؛ حيث سطع نجمه باكراً ، وأصبح اسمه يُذكر بين الشباب الرياضيين الواعدين. لكن شغفه لم يتوقف عند هذا الحد، بل انتقل إلى لعبة (كرة اليد) حيث أبدع كلاعبٍ متميز قبل أن يتحول إلى مدربٍ مُلهِم.
جنباً الى جنب مع تألقه الرياضي ؛ثابر واجتهد وحصل على شهادة ليسانس في الاجتماعيات وبكالوريوس في التربية الرياضية، ليجمع بين العلم والعمل. بدأ مسيرته المهنية في السعودية، حيث قضى خمس سنواتٍ أسس خلالها قاعدة رياضية قوية، تاركًا إرثًا من المعرفة والتنظيم. لكن قلبه ظل معلقًا بأبناء شعبه الفلسطيني ، فعاد إلى سوريا في مطلع السبعينات ليعمل في مدارس وكالة الغوث (الأونروا). ولم يكن مجرد معلم، بل كان مربيًاومنظمًا للمهرجانات الرياضية التي أشعلت روح المنافسة الشريفة بين الطلاب. آخر محطاته التعليمية كانت في إعدادية الكرمل، حيث واصل رسالته في صقل مواهب الشباب.
ولم يكتفِ بالتدريس، بل واصل تدريب لعبة كرة اليد برفقة نخبة من الرياضيين الذين أصبحوا لاحقًا مدربين ومشاهير في المجال. وفي سنواته الأخيرة، كرّس جهوده لعبة كرة الطائرة في نادي المحافظة الرياضي، حيث ركّز على تأسيس جيلٍ جديد من الأشبال والناشئين، مؤمنًا بأن المستقبل الرياضي يُبنى من القاعدة.
وبعد حياة حافلة بالعطاء، توفي محمد حسين سلامة (ابوالنور ) في ١٧ حزيران /يونيو من العام المنصرم 2024، رحمه الله واسكنه الجنة واللي خلف مامات .. وسيبقى إيقونة تربوية ورياضية لدى أجيال عديدة من الذين دربهم وقام بتدريسهم .
بقلم الكاتب نبيل محمود السهلي