السفير الفلسطيني السابق لدى النمسا
الدكتور غازي حسين


هوية- دمشق
فدوى برية
زار فريق "هوية" في دمشق الدكتور غازي حسين، السفير الفلسطيني السابق لدى النمسا، في منزله الكائن بمنطقة التجارة، ضمن برنامج التاريخ الشفوي، حيث أجرت المقابلة السيدة فدوى برية.
الدكتور غازي حسين من مواليد بلدة سَلَمَة – قضاء يافا، عام 1938، ويُعد من الشخصيات الوطنية الفلسطينية ذات البصمة في مسيرة الثورة والعمل الدبلوماسي الفلسطيني. استقبلنا بحرارة وكرم بالغين، ووقف على عكازه عند باب منزله مرحّباً، وكان برفقته عدد من أفراد أسرته القادمين من عمّان واللاذقية. وقد دلّ المكان منذ لحظة الدخول على هوية صاحبه، حيث تزيّن مدخل البيت بخارطة فلسطين معلّقة بشكل بارز، ما يعكس تمسّكه العميق بجذوره وهويته الوطنية.
الصالة الرئيسية حملت طابعاً فلسطينياً ثقافياً أصيلاً، زُيّنت بجدرانها بصور شخصية وعائلية ذات دلالة رمزية وتاريخية، منها صورة والدته ووالده في سَلَمَة، وصورة جماعية لعائلته قبل النكبة، وصورة لزوجته الألمانية التي استشهدت في منزله بعد سقوط قذيفة خلال الحرب، إلى جانب صور أبنائه، مما جعل الجدران تنطق بحكايات من النكبة والغربة والثبات.
أما المكتبة، فكانت غنية بالكتب الفكرية والسياسية والدينية المتنوعة، موزعة بعناية ودقّة، تعكس اهتمام الدكتور غازي وزوجته الراحلة بالمعرفة، وتكشف جانبًا آخر من شخصيته كمفكر ومتابع دؤوب لشؤون وطنه.
كان الحديث معه صادقًا وعميقًا، استرجع فيه تفاصيل طفولته في بلدة سَلَمَة، وتحدث بانفعال صادق وكأن الأحداث ما زالت حاضرة أمامه. تميزت شهادته بالقدرة على الربط بين ما عايشه وما سمعه من والده وعائلته، وهو ما أضفى على حديثه قوة وصدقًا. وقد انهمرت دموعه عند استذكار مجزرة دير ياسين، في لحظة تعكس إحساسه المرهف وعمق شعوره الوطني.
ورغم تجاوزه التسعين، ما زال الدكتور غازي حسين يحتفظ بذاكرة حادة، ووجدان فلسطيني نقي، ولغة قروية أصيلة، ويملك الاستعداد للاستمرار في توثيق تجربته الوطنية، التي امتدت من النكبة إلى مراحل الثورة في المنافي.
في ختام اللقاء، أهدانا كتابين من مؤلفاته، بالإضافة إلى قلم إهداء من ابنة أخيه القادمة من عمان، وعبر عن رغبته في استمرار التواصل والمتابعة. ورافقنا حتى باب المنزل مودّعاً بابتسامته وكلماته الدافئة، ومعبّراً عن أمله بلقاء قريب.
الدكتور غازي حسين هو موسوعة وطنية حية، وذاكرة فلسطينية لا بدّ من توثيقها والاستفادة منها قبل أن تُغيّبها السنون.
#هوية