المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية هوية توثق ذاكرة الدكتور الحاج صبحي فايز على أبو جاموس من عمقا قضاء عكا
وثّقت مؤسسة هوية شهادة الدكتور الحاج صبحي فايز على أبو جاموس، المولود في قرية عمقا قضاء عكا عام 1939، الذي استعاد تفاصيل حياته في قريته قبل النكبة وما عاشته عائلته من تهجير ومعاناة.
تحدث الدكتور الحاج صبحي عن والده الذي كان يعمل بتجارة المواشي من أبقار وماعز وأحيانًا خيولًا وجمالًا، وكان يبيع قسمًا منها في كفر ياسيف. كما أوضح أن والده كان يزرع أرضًا تُسمى البلاط، المليئة بالأشجار، حيث اكتشف والده أثناء العمل فيها مقبرة قديمة اعتقد الناس أنها كنز، قبل أن يتبين حقيقتها نه مقيرة أثرية
وصف الحاج بيوت عمقا أنها كانت متواضعة، وكان منزلهم مؤلف من غرفة واحدة لكل زاوية فيها وظيفة محددة، وفيه أيضًا مكان للمواشي. وقد تميز البيت بفرن لصناعة الخبز على الصاج، وكان والده يستقبل الأقارب والجيران بشكل يومي.
وتحدث الحاج أنه كان في القرية جامع واحد، حوله الاحتلال بعد النكبة إلى زريبة للحيوانات،
إضافة إلى مدرسة بالإيجار وأخرى شُيدت قبل النكبة بوقت قصير حتى الصف الرابع.
مع تصاعد المجازر الصهيونية واقتراب الخطر من عمقا، انخرط والده إلى جانب شفيق عبد الرازق في تسليح شباب القرية. وقد اشترى السلاح من بيروت بمساعدة معروف سعد، وتمكن من تهريبه عبر الناقورة إلى فلسطين. وعندما هاجم الصهاينة القرية فوجئوا بمقاومة أهلها، لكن قوة العدو وجرائمه أدت في النهاية إلى سقوطها.
غادر الدكتور الحاج صبحي وعائلته قريتهم تحت وقع المجازر، وكانت والدته حاملًا حينها. وعلى الطريق وضعت مولودها محمد بمساعدة زوجة عمه، بعد أن أحاطوا المكان بأغصان الأشجار .
وتحدث الحاج أن أهله لم يحملوا معهم سوى الفراش وبعض الأمتعة البسيطة، ليلتحقوا بمسيرة التهجير إلى لبنان.
يختم الحاج صبحي شهادته بتمسكه الصلب بحق العودة قائلاً:
"أتمنى أن أعود إلى وطني فلسطين، إلى بلدتي عمقا، لكنني لا أقبل العودة تحت حكم الصهاينة. سأعود إلى أرضي محررة، ولو في خيمة، ولن أتخلى عنها ولن أبيعها ما حييت
