رموز فلسطينية )
حسن محمد جيّاب (ابوسليم)..هو أيقونة كفاحية ومجاهد فلسطيني من مواليد 1918 في قرية اجزم قضاء مدينة حيفا عروس الساحل الفلسطيني .توفي في دمشق 2004 رحمه الله وسكنه الجنة .
يعتبر حسن محمد جيّاب من المناضلين المعروفين في قرية اجزم وسائر قرى قضاء حيفا, إذ كان من رجالات الشيخ عز الدين القسّام ؛وقد سُجن في سجن عكا سنة /1938/ بتهمة الأشتراك بقتل قائد سلاح الطياران البريطاني في فلسطين / أندرسن / وحُكم بالإعدام, ولكن أطلق سراحه بعد صدور عفو بريطاني عنه لعدم وجود أدلة عنه في حينها. وقد تعلم حسن جياب ابا سليم على يدي الشيخ الجليل توفيق البجيرمي في مدرسة القرية ؛ وهو والد الدكتور محمد توفيق البجيرمي رحمهما الله. وكان لي شرف اجراء مقابلة مع العم ابا سليم جياب في بيته الكائن في شارع جلال كعوش مقابل ثانوية اليرموك للبنات ؛ وقد كان محور المقابلة حول تاريخ كفاحه الطويل وقد نشرت المقابلة في دورية دراسات فلسطينية الصادرة في بيروت عام 2001؛ جنبا الى جنب مع مقابلتي للدكتور محمد توفيق البجيرمي الذي ارشدني بدوره الى أهمية إجراء مقابلة مع العم ابو سليم رحمهما الله وقد فعلت .
وحسن جياب (ابوسليم ) متكلم .. متدين .. حافظ للقرآن الكريم .. لقب بالشيخ حسن لكثرة مجالسته لأهل العلم والدين ولحسن أخلاقه.و في سن الرابعة عشر فتح دكان في قرية اجزم وبعدها بعام اشترى سيارة شحن كبيرة لنقل البضائع من حيفا إلى اجزم وبالعكس .وقد التحق بالثورة عام 1936 مع الشيخ عطية قائد منطقة جنين . في عام 1940تزوج من جواهر بنت عبد الرحمن جياب وأنجب منها ثلاثة أولاد . اشترك في كثير من المعارك والكمائن التي كانت تهاجم وتعرقل الإمدادات والدوريات العسكرية الإنجليزية والصهيونية وكان أهمها :
قتل قائد الطيران على خط حيفا / معركة أم الفحم / معركة كفر لام / معركة الشلالة / (مستعمرة في الكرم )/ معركة الزراعة (مستعمرة في غور بيسان) / معركة عين حوض. كما قام بمهمات خاصة للثورة الفلسطينية وكان منها أسر مهندس يهودي في منطقة السوامر التابعة لعين غزال. جلب أسلحة عدة مرات من دمشق إلى فلسطين. واللافت انه - كان له علاقات مع العديد من القيادات للثورة في فلسطين منهم :
• أبو محمد الصفوري
• الشيخ سليمان أبو علي
• الشيخ سعيد العاصي
• الشيخ عبد الرحيم حاج محمد
• الشيخ حسن سلامة
• الشيخ يوسف أبو درة
أما رفاقه من الثورة من قرية اجزم الذين أُستشهد أغلبهم :
• علي فارس
• توفيق مشينش
• سليم الحسن
• أحمد العبد الله الأبرص
• أنس الحاج أبو رشيد
• أحمد عبد المعطي حسن
• عبد القادر الفايز
• العبد إسماعيل الخواجة
• العبد أبو حمده وابنه علي
• خضر أبو شقير
• سعد محمد العيسى
• ذيب عبد القادر
• عبد أبو زرد
• حسونة أبو شقير.
- كان المجاهد حسن جياّب أحد المدافعين عن القرى (اجزم وجبع وعين غزال) بعد سقوط منطقة حيفا وضواحيها, هذه القرى صمدت ثلاثة أشهر بعد سقوط المنطقة , حيث سقطت اجزم بتاريخ 27 تموز 1948 بعد أن تم قصفها بحراً وجواً فضلا عن قصف المدفعية الأرضية . بقي المجاهد حسن جياّب(ابو سليم) في الضفة الغربية ثلاثة شهور إثر سقوط اجزم وبعدها لحق بعائلته التي هاجرت إلى العراق. أقام في الموصل في العراق وتوفيت زوجته جواهر فيها, وفي بداية عام 1950 عاد إلى الأردن ليعمل في صفوف الثورة الفلسطينية وبقي أولاده الثلاثة عند جدهم محمد جيّاب. أقام في مخيم إربد بالأردن وأصبح مختار المخيم , وفي عام 1950 تزوج من بنت ذيب الشيخ حسين, وفي نفس العام انضم إلى الكتيبة /68/ كتيبة الفدائيين التي تشكلت في سوريا وضمت مجموعة مجاهدي فلسطين والتي كان عملها ينطلق من سورية والأردن ولبنان.خضع لدورة عسكرية في أحراش منطقة القنيطرة السورية لمدة أربع اشهر ليصبح قائد منطقة إربد في الأردن . قاد عدة عمليات فدائية ودوريات استطلاع ضد العدو الصهيوني داخل الأرض المحتلة انطلاقا من الأردن والضفة الغربية بالتنسيق مع الكتيبة /68/ التي كانت تحت اشرف ضباط سوريين. عاش المجاهد حسن جيّاب مُلاحقاً من قبل عملاء الإنكليز الذين حاولوا اغتياله عدة مرات والتي مُنيت بالفشل بحمد الله , وذلك بعد تأكد الإنكليز إنه قاتل قائد سلاح الجو البريطاني في فلسطين
في عام 1950 بدأت ملاحقته من قبل المخابرات الأردنية بعد اكتشاف تعامله مع كتيبة الفدائيين /68/ التي تشُكلت في سورية , وعلى إثرها هرب إلى سورية, وبعد حوالي ثلاثة أشهر هربت زوجته وأولاده إلى سوريا تاركين منزلهم في إربد في الأردن الذي تمت مصادرته من قبل النظام في الأردن.وإثرذلك التحق بكتيبة 68في منطقة حرستا احدى ضواحي مدينة دمشق من الشرق . ويمكن الجزم ان رجال الكتيبة بالعديد من العمليات والدوريات داخل فلسطين المحتلة. وللمجاهد والكفاحي حسن جياب ( ابو سليم) 13 ابن وابنة رعاهم ربي وحفظهم .رحم الله العم المجاهد والكفاحي حسن جياب (ابو سليم ) واسكنه الجنة ،واللي خلف مامات ؛ وسيبقى مثالا يحتذى به من قبل الأجيال الفلسطينية الصاعدة.
بقلم الكاتب نبيل محمود السهلي
