بلغ عدد القضاة الذين عُينوا في القدس في فترة هذه الدراسة 36 قاضياً حنفياً، كلهم من غير المحليين، عدا اثنين من عائلة الخالدي هما: موسى أفندي وابن عمه محمد علي أفندي. وفي الأربعينات من القرن نفسه، شغل هذا المنصب مصطفى حامد أفندي نجل القاضي موسى أفندي الخالدي المذكور سابقاً.
لكن منذ سنة 1805 حتى نهاية فترة هذه الدراسة في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، فإن كل من عُين لنيابة الشرع في القدس وبعض القضاة كان من أبناء الخالدي. لقد أتم علماء هذه الأسرة في تلك الفترة تسلطهم على تلك الوظيفة فاحتكروها ونقلوها بالوراثة من جيل الى آخر. هكذا انضم آل الخالدي إلى عائلات مقدسية أخرى نجحت في السيطرة على وظائف علمية وأخرى عسكرية إدارية صارت كلها حكراً على أبناء النخبة المحلية التي عززت مكانتها على حساب الادارة العثمانية المركزية.
لقد نجح أبناء أسرة الخالدي في شغل معظم كراسي كتبة المحكمة الشرعية، وهو ما عزز مكانة كبيرهم الباشكاتب. وفي قراءة سريعة لأسماء من تقلد وظيفة الباشكاتب خلال الثلث الاول من القرن التاسع عشر يتبين أن 16 شخصاً شغلوا ذلك المنصب، 13 منهم كانوا من ابناء عائلة الخالدي.
لواء القدس في أواسط العهد العثماني
عادل مناع
(بتصرف)