أين العربية على لافتاتكم يا عرب...؟!
قبل أيام احتج أحد الطلاب الجامعيين العرب (عماد شقور) على طلب من موظفة في جامعة حيفا منه بأن لا يتحدث باللغة العربية في أحد مكاتب الجامعة، الطالب احتجّ غاضبًا وأصدر بيانًا في الموضوع معبرًا عن استيائه، مصرًا على حقه في استعمال اللغة العربية والتحدث بها في كل مكان في البلاد فهي لغة رسمية على كل حال ولغة آبائه وأجداده. هذه الحادثة له مدلول كبير حول الخطر المحدق بلغتنا.
في مناسبات عدة خاض أعضاء الكنيست العرب باسم الجمهور العربي معركة للحفاظ على اللغة العربية، مطالبين باحترامها، ومن جهته يطالب التجمع الوطني الديمقراطي بحكم ذاتي ثقافي للعرب في البلاد، كذلك هناك احتجاجات كثيرة على كتب التدريس العربية المكتظة بالأخطاء اللغوية.
إضافة لهذا توجه وزارة المواصلات على اللافتات التي تشوه أسماء القرى والمدن والمواقع العربية،واللافتات المليئة بالأخطاء التي تضعها شركة الشوارع-ماعتس-.
معركتنا إذا مع السلطات بالنسبة للغة العربية هي معركة من أهم معارك جماهيرنا لأن اللغة تعني وجود شعب، ولا وجود لشعب بدون لغته. وأكثر من مرة توجه نائب عربي في استجواب في الكنيست أو جمعية مدنية مطالبين بكتابة اللغة العربية في مختلف المؤسسات، أو النشرات أو الأمكنة العامة كي يتسنى للمواطن العربي أن يقرأها ويستفيد منها.
ولكن النظرية شيئ والتطبيق شيء آخر، فنحن الذين نحتج على العنصرية الممارسة ضد لغتنا، سوف نجد أننا نحن أيضا لا ننصفها، فإذا ما تجولنا في شوارع وساحات قرانا ومدننا العربية، سوف نفاجأ من الكم الهائل من اللافتات التجارية التي كتبت باللغة العبرية دون العربية، تبحث في اللافتة عن العربية فلا تجدها، أو أنك قد تجدها بأحرف صغيرة إلى جانب الكلمات العبرية العملاقة، والقليل من اللافتات التي تحظى فيها العربية على قدم المساواة مع نظيرتها العبرية.
المشكلة أكثر مدعاة للتعجب وحتى الحيرة عندما يكون الإعلان بالعبرية فقط، في وسط قرية أو مدينة عربية حيث أن 95% وربما أكثر من زبائن هذا المكان سيكونون من العرب سكان المكان نفسه! فلمن يكتب هؤلاء لافتاتهم باللغة العبرية ولماذا يتجاهلون لغتهم!
صحيح هناك أهمية كبيرة للغة العبرية بالنسبة لأصحاب المصالح على جوانب الطرق مثل المطاعم وورشات العمل المختلفة، لتعريف الزبائن اليهود بالمكان، وهذا صحيح وحق ولكن ماذا مع العرب، بل ماذا مع لغة العرب!
في حديث مع بعض أصحاب المحلات في مجد الكروم وشفاعمرو والطيبة قال بعضهم ببساطة إن العربي قادر على قراءة العبرية ولكن اليهودي لن يقرأ سوى العبرية أو الإنكليزية، ولهذا فالعبرية ضرورة بينما العربية ليست ضرورة!
ولكن ماذا مع احترام لغتك لغتنا لغة زبائنك لغتك القومية! البعض يقول معك الحق! البعض يقول ببساطة أنه أوصى من يصنع اللافتات على لافتة لإشهار المحل ولم ينتبه أبدا لضرورة تثبيت اللغة العربية على اللافتة! ولم يفكر باي بعد قومي أو وطني في الموضوع، وآخرون قالوا لو أن أحدًا نبههم لهذا الأمر لثبتوا العربية إلى جانب العبرية وبنفس الحجم.
على كل حال القضية في الأساس ليست قضية جذب أو عدم جذب الزبائن، صحيح أن معظم الجمهور العربي يقرأ اللافتة بالعبرية، ولكن ماذا مع هوية المكان، وهوية الشعب الذي يعيش في هذا المكان، هل يعقل أن نرى هذه الغابة من اللافتات وسط قرانا بالعبرية بينما العربية متراجعة جدًا.
جميعنا نعرف أن اللغة العبرية تسللت إلى لغتنا اليومية من خلال تغييب العربية، وهناك معاملات ومراسلات داخلية في بعض المجالس المحلية تتم في اللغة العبرية وهناك مجالس محلية عندما تتصل بها ترد عليك ردادة آلية توجهك باللغة العربية فقط.
المجلس المحلي في كفر ياسيف برئاسة الدكتور عوني توما انتبه لهذه المشكلة منذ عامين، وقرر أن لا يمنح تراخيص لأي مكان تجاري أو مصلحة ما لم تثبت على لافتتها اللغة العربية إلى جانب اللغة العبرية.
في حديث لفصل المقال حول الموضوع مع رئيس المجلس المحلي د.عوني توما قال" لقد تم سن قانون مساعد خلال جلسة للمجلس المحلي واتخذنا قرارًا بالإجماع بأن لا يتم تجديد الترخيص أي مصلحة بدون كتابة العربية على اللافتات، وكل من يأتي ليجدد ترخيص مصلحته يشترط المجلس عليه اللغة العربية على اللافتة، وأضاف توما" من المعيب أن نرى لافتات في القرى العربية بدون لغة عربية، ولكن هذه اللافتات في كفر ياسيف باتت قليلة جدًا، وهذا نفعله حفظًا للغتنا وتراثنا وهويتنا.
المصدر: عرب 48