يعاني سكان قرية "زبوبا" غرب مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة من هجمات دائمة ومتكررة تشنها قوات الاحتلال في الأشهر الأخيرة الماضية، بسبب ما تدعيه من محاولات شبان القرية إحداث فتحات في الجدار العازل بالمنطقة.
وفي الآونة الأخيرة لا يكاد يوم يمر دون أن تقوم قوات الاحتلال باقتحام القرية والتنكيل بأهلها، خاصة أولئك الذي يسكنون على أطراف القرية، التي تقع قرب معسكر "سالم" الصهيوني على شارع جنين –حيفا ويقطنها ألفي مواطن.
تنكيل يومي
رئيس المجلس القروي في القرية، السيد عماد عارف، أكد أن أكثر ما يؤرق أهالي القرية هو انتشار ظاهرة اعتقال الأطفال والقصر، حيث يتعرض العشرات منهم للاعتقال بحجة إلحاق الضرر بالجدار العازل، مضيفاَ أن الجيش الصهيوني كثّف مؤخراً من مداهماته للقرية والتنكيل بالمواطنين ومنعهم من الاقتراب من أراضيهم القريبة من الجدار.
وسلط عارف الضوء على معاناة المواطنين اليومية من جراء إقامة الحواجز المفاجئة على مدخل القرية، وإغلاق مداخلها بشكل مستمر، سواء بالجدار أو بوضع الحواجز العسكرية، بالإضافة إلى احتجاز المواطنين لساعات وتقييد حركتهم، ومنعهم من المرور والوصول لوظائفهم وأعمالهم بشكل تعسفي، مناشداً كافة المؤسسات الحقوقية وضع حد لما تمارسه سلطات الاحتلال من انتهاكات يومية بحق المواطنين.
وفي السياق ذاته، يشير المزارع خالد جرادات من القرية إلى ظاهرة جديدة بدأت تنتهجها سلطات الاحتلال وهي مصادرة "التراكتورات" الزراعية من المزارعين تحت ذريعة واهية وهي استخدامها في خلع الشيك المشكل للجدار.
وأضاف: "قبل أسبوعين وبعد عودتنا من أراضينا الواقعة بين مساكن القرية ومعسكر سالم اعترضنا حاجز مفاجئ لقوات الاحتلال، وأقدم على مصادرة "تراكتورات" اثنين بشكل تعسفي، ونقلهما إلى المعسكر، وهذا تهديد مباشر لأرزاقنا ومعاناة لا نستطيع تحمله".
جحيم لا يطاق
أما المواطن عبد الله مقالدة، فيقول "تحولت حياتي إلى جحيم، لأن بيتي يقع في أطراف القرية، وفي كل مرة يدّعي جنود الاحتلال أن أحدا مس الشيك، ويقتحمون بيتي ويخرجوننا للعراء، وينكلون بنا، ويحققون معي ميدانيا، وكل ذلك يتم في وقت متأخر من الليل، وأصبح ذلك جزءا من حياتي التي لا تطاق".
وأعرب مقالدة عن مخاوفه من استمرار سياسة اعتقال الأطفال والقصر، وأضاف "الأهالي مشغولون بهذه القضية لأنها خطيرة للغاية، ونحن نرى مخططا لاستهداف شبابنا من قبل مخابرات الاحتلال".
ويرى الناشط الشبابي في القرية محمد جرادات أن ضراوة الهجمة التي يتعرضون لها ترجع لمحاولة قوات الاحتلال إحباط توجهات الشبان الرامية إلى تفعيل قضية الجدار والأنشطة المناهضة له.
وتابع: "ادعاءات جيش الاحتلال الصهيوني بأن شبان البلدة هم من يقومون بإحداث ثغرات في الجدار، هو إلا محض افتراء على الأهالي، ومحاولة لتبرير اجراءاتهم التعسفية بحقنا، فهم من بدأ ببناء الجدار ولسنا نحن".