أهالي كفر لاقف: أراضينا ليست للبيع
على بعد نحو 15 كم إلى الشرق من قلقيلية، ترزح قرية كفر لاقف على مقربة من تجمع استيطاني من أكبر التجمعات الاستيطانية في شمال الضفة الغربية المحتلة.
وتشهد أراضي القرية البالغة مساحتها نحو 130 دونمًا على استماتة أهلها وبسالتهم في وجه التهديدات والإغراءات للمستوطنين المجاورين بإجبارهم على بيع أراضيهم مقابل أموالٍ طائلة.
ويقوم المستوطنون بالاعتداء على أهالي القرية وأراضيهم باستمرار، من خلال الاعتداءات الجسدية وتقطيع الأشجار واتلاف المزروعات ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم.
المسن سليمان جبر (76 عامًا) من قرية كفر لاقف أحد أبرز من طالتهم اعتداءات المستوطنين من تخريب ومنع وتهديد حتى وصل الأمر إلى مطالبة المستوطنين له ببيع أرضه.
ويمتلك جبر قطعة أرض مساحتها 33 دونم تقع جميعها داخل مستوطنة (جنوت شمرون) يمر منها طريق استيطاني يقسمها قسمين.
تهديد شخصي
ومنذ إقامة المستوطنة قبل 30 عامًا تعرض جبر لشتى وسائل الضغط للسيطرة على أرضه، التي كان أبرزها تهديد المستوطن ورجل الأعمال المدعو "موشي زوهر" له الشهر الماضي عندما تلقى جبر اتصالاً يهدده بقطع أشجار الزيتون إذ لم يبع أرضه.
لا يسمح لجبر بزيارة أرضه سوى مرتين من كل عام
يقول جبر: "قمت بالتشكي على هذا المستوطن للإدارة المدنية والارتباط العسكري والشرطة الفلسطينية، واحتجزوه عدة ساعات ثم أخلو سبيله".
ولا يسمح لجبر بزيارة أرضه سوى مرتين من كل عام, مرة لرش المبيدات الكيمياوية، وأخرى لجني زيتونه تحت حراسة جيش الاحتلال، لكن بالرغم من هذه الحراسة لم يسلم جبر هو وعائلته من مضايقات المستوطنين من ضرب وشتم واعتداء على النساء والأطفال.
ويقول أنور(48 عامًا) الابن الأكبر لجبر إن التهديد لم يكن الوسيلة الوحيدة للسيطرة على الأرض, بل تعدى ذلك إلى إقامة بيت (طهارة العائلة) للمستوطنين، أزالته الشرطة الإسرائيلية لاحقا، فيما أقيم اصطبل للخيول على الأرض نفسها".
ترغيب وترهيب
ومع الاستهداف المتواصل للأرض وتخريبها، وحرمان أصحابها حتى من الوصول إليها، يسعى المستوطنون بشتى الوسائل للسيطرة عليها ومصادرتها.
وبكل لوعة تملأ قلب المزارع جبر يقول: "يريدوني أن أترك أرضي بأي طريقة, فقد عرضوا علي مبالغ مالية طائلة, لكني لن أتخلى عن حبة تراب واحدة من أرضي".
وزير الزراعة وليد عساف وهو أحد أبناء قرية كفر لاقف
ويضيف جبر، "بأي منطق يريد المستوطنون أن تصبح الأرض لهم، سواء بقتلنا أو تشريدنا عنها أو تخريبها واليوم يريدون شراءها، لكن هذه رسالتي لكل أهل فلسطين من ليس له ارض ليس له حياة".
ويتابع: بالرغم من كبر سني وفي أي لحظة تنتهي حياتي سأظل على الدوام أوصي أولادي وأحفادي بعدم التخلي عن أرصنا حتى لو دفنوا فيها.
ويطالب جبر الارتباط الفلسطيني بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لحمايته من المستوطنين عند زيارته للأرض، وحماية أشجار الزيتون من اعتداءاتهم المتكررة".
ويقول وزير الزراعة الفلسطيني وليد عساف وهو أحد أبناء قرية كفر لاقف: لدينا وثائق في الوزارة لتوثيق هذه الاعتداءات بشكل قانوني، تمهيدا لرفع قضايا على سلطات الاحتلال والمستوطنين بسبب الأضرار الناجمة عن هذه الاعتداءات من تقطيع للأشجار وتجريف وغيره".
ويضيف: "نحن سنقوم بمساعدة المزارعين لزراعة أشجار بديلة, وإقامة مشاريع تنموية بديلة لمصادر الدخل, مثل إقامة الآبار الارتوازية تعويضا للأضرار التي تعرض لها أهالي القرية".
ويبلغ عدد سكان قرية كفرلاقف 2500 نسمة يحيط بها تجمع مستوطنات يشمل "جنوت شمرون" و"معالي شمرون" و"كرني شمرون"ومستوطنة"عمانوئيل" جنوب القرية, بالإضافة إلى المنطقة الصناعية "أديرت", وتجمعات رجل الاستيطان الأول المعروف باسم " زوهر".
المصدر: وكالة صفا