عائلات فلسطينية تحتمى بغزة من لهيب سوريا
نجحت نحو 70 من عائلات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، في الوصول إلى قطاع غزة هرباً من الحرب الدائرة هناك فيما نزح آخرون نحو مناطق أخرى، كمخيمات لبنان أو تلك التي أقيمت على الحدود التركية والأردنية لإيواء الفارين من الحرب.
ويوضح "أبو خالد" الذي وصل قطاع غزة قبل 6 شهور، بعد رحلة استغرقت 3 أسابيع، انتقل خلالها من سوريا الى لبنان ومن ثم مصر قبل أن يصل غزة بأن عقبات كثيرة واجهته طيلة فترة تنقله بين هذه الدول، ارتباطا بـ "معاملة السلطات للنازحين للمناطق المختلفة"، مشيراً إلى "عدم وجود اهتمام فلسطيني رسمي بوصولهم لغزة وأن بعض المؤسسات وزعت أمتعة على العائلات التي تعيش معظمها في منازل بالإيجار أو في محال غير مستخدمة".
وأشار "أبو خالد" الذي يقيم في منطقة مخيم النصيرات وسط القطاع، إلى أنه قرر النزوح من مخيم درعا إلى دمشق التي كانت تشهد هدوءاً نسبياً حينها، عقب تعرض منزله في الرابع من آذار/مارس 2012 للقصف أسفر عن إصابة ابنه البالغ 16 عاماً، مبيناً أن تلك اللحظة كانت فاصلة في رحلة نزوحه عن المخيم.
وقال: "عشنا في دمشق مشردين في منازل الأصدقاء والأقارب، وفي منتصف مايو الماضي، غادرت دمشق إلى لبنان، حيث سكنت في مخيم عين الحلوة عند بعض الأصدقاء، ومع اشتداد أزمة النازحين إلى لبنان، قررت الرحيل إلى قطاع غزة من خلال القاهرة، ووصلت القاهرة في السابع عشر من يوليو وبعد أسابيع قليلة تمكنت من دخول القطاع".
من ناحيته إنتقد "أبو محمود" (63 عاماً) وهو من سكان مخيم اليرموك، ما وصفه "عدم الاهتمام الرسمي من قبل السلطة الفلسطينية بمعاناتهم وخصوصاً بعد وصول عشرات العائلات إلى قطاع غزة"، مشيراً إلى أن "نحو 70 عائلة نازحة وصلت مؤخراً إلى القطاع، وأن غالبيتها تعيش في محال مستأجرة أو شقق قديمة لا تصلح للسكن".
وأوضح "أبو محمود" الذي وصل غزة قبل شهرين، ويسكن في شقة تعود لأقارب له في حي الشجاعية شرق غزة، أن عدداً من المؤسسات الأهلية "تدافعت نحو العائلات القادمة من سوريا لتقديم الدعم والمساعدة لها لكنها لم تقدم شيئاً، باستثناء البعض منها، حيث قدمت كوبونات غذائية على فترات متباعدة، بالإضافة لملابس وأمتعة ومستلزمات اخرى للمنازل".
من جانبه، قال "أبو يزن" وهو فلسطيني من مخيم السبينة بريف دمشق، ووصل قطاع غزة قبل 4 شهور إن القصف طال كل مكان في المخيم، وكنا نتحرك بصعوبة بالغة حين نهرب من القصف، ولا يمكننا إنقاذ الجرحى أو انتشال وسحب الشهداء، وعشنا أياماً صعبة وظروفاً مأساوية، لم نجد شيئاً نطعمه لأطفالنا".
المصدر: وكالات