جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
خبير يحذر: المسجد الأقصى دخل مرحلة الخطر الشديد
يرى خبراء ومحللون أن قيام سلطات الاحتلال مؤخرا بهدم مبان وعقارات إسلامية في الناحية الشمالية لساحة البراق، هو توطئة لبناء كنيس يهودي ضخم لصيق للمسجد الأقصى، ما يشكل تطورا هو الأخطر على مستقبل هذا المكان المقدس لأكثر من مليار ونصف عربي ومسلم في العالم. وفي هذا السياق يقول الدكتور جمال عمرو، الخبير المتخصص في شؤون القدس والمقدسات والاستيطان، إن ما جرى مؤخرا من هدم وإزالة لعقارات إسلامية في ساحة البراق، يشكل المرحلة السادسة والأخيرة من مخطط بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى، كما يعد ترجمة حقيقية لقرار اتخذته الحكومة الصهيونية قبل أكثر من عام باعتبار منطقة المسجد الأقصى جزءًا لا يتجزأ من "إسرائيل"، وعليه تنطبق كافة قوانينها. وفي إشارته إلى المراحل الست التي أنجزها الصهاينة من مخطط بناء الهيكل قال عمرو، "إن المرحلة الأولى انتهت باستعادة جميع الفراغات تحت الأرضية بالكامل داخل البلدة القديمة وأسفل المسجد الأقصى حيث باتوا يسيطرون عليها سيطرة كاملة، وباتت الأنفاق فيها مصدر دخل هائل يشابه دخل النفط لبعض الدول، ما يشكل قرصنة صهيونية غير مسبوقة في تاريخ البشرية على التراث التاريخي والديني". وأضاف أما المرحلة الثانية، فقد تجسدت من خلال بناء 61 كنيسا يهوديا في محيط المسجد الأقصى وعلى امتداد رقعة كبيرة من الأرض أسفل البلدة القديمة، فيما تجري الاستعدادات لبناء الكنيس رقم 62 اللصيق بالمسجد الأقصى من ناحية الغرب وهو سيكون الأضخم في العالم، ما سيؤدي إلى حجب مشهد الصخرة المشرفة، وبالتالي طمس التاريخ العربي والإسلامي في المدينة. وتساءل عمرو: ما حاجة "إسرائيل" لهذا العدد الكبير من الكنس التي يمكنها أن تخدم كل اليهود في العالم، علما أن الكنيس الجديد سيكون أكثر فظاعة من كنيس الخراب الذي تسبب افتتاحه قبل نحو عامين باحتجاجات واسعة. وتجسدت المرحلة الثالثة بالاستيلاء على عقارات إسلامية من العصور الأموية والعباسية وتفكيك آثارها وحجارتها وتحويلها إلى مطاهر للهيكل، كتب عليها بصريح العبارة "مطاهر الهيكل"، وبناء هذه المطاهر يشكل مرحلة أساسية لبناء هيكلهم المزعوم، لأن الدخول إلى الهيكل حال بنائه يتطلب ويشترط أولا التطهر. بينما شملت المرحلة الرابعة تجهيز آنية الهيكل، وألبسة الكهنة، والشمعدان، وقد نصبوا شمعدانا من الذهب الخالص زنة 45 كيلو غراما في منطقة تطل على ساحة البراق من ناحية الغرب، وكتبوا عليه " في مثل هذه الأيام سنبني الهيكل". أما المرحلة الخامسة فيقول عمرو، فتمثلت بالانتهاء من وضع مخططات تنفيذية من بين ما تشمله بناء مجسمات للهيكل، ونشر تفاصيل دقيقة عن الأبنية المقترحة، وهذه مرحلة خطيرة جدا من التحضير للبناء وتنفيذه,وحتى تتهيأ الظروف للبناء، فقد عملت حكومة الاحتلال ودوائرها القانونية والدينية والسياسية على منح الغطاء اللازم لتنفيذ المرحلة السادسة، والتي نحن فيها الآن، وتشمل منح الغطاء السياسي والقانوني والشرعي التلمودي لتنفيذ البناء، من خلال إلغاء الفتوى القديمة التي كانت تحظر دخول اليهود إلى ساحات الأقصى قبل ظهور المخلص، واستبدلت بفتوى جديدة مفادها جواز بناء الهيكل قبل ظهور المخلص. أما الغطاء القانوني، فتمثل بقرار المحكمة العليا الصهيونية وهي أعلى هيئة قضائية بوضع المسجد الأقصى تحت إشراف وإدارة سلطة الآثار الصهيونية، ترافق ذلك مع غطاء سياسي تمثل في قرار الحكومة الصهيونية قبل أكثر من عام باعتبار منطقة المسجد الأقصى جزءا من "إسرائيل" وتخضع بكاملها للقوانين الاحتلال. وختم د. عمرو حديثه بالقول: "إن المسجد الأقصى دخل فعليا مرحلة الخطر الأشد، باكتمال المراحل الست آنفة الذكر، ما يعني أننا أمام مرحلة التنفيذ، وهذا ما يفسره التطور الخطير في السماح لأعداد كبيرة من الجنود من مختلف أسلحة جيش الاحتلال بالدخول إلى باحات الأقصى، والزيادة الملحوظة في أعداد المتطرفين اليهود المسموح لها بالزيارة بل أداء طقوسهم الدينية في ساحاته". وقال: "نحن نعيش في هذه الأيام مرحلة أخطر وهي مرحلة إعلان النوايا لبناء الهيكل، والتي لم تعد مجرد مخططات صهيونية، لكن ما لا يدركه الصهاينة هو أنهم إن نفذوا مخططاتهم بشأن الأقصى، فستدخل المنطقة حروبا طاحنة تتحمل تداعياتها الحكومة الصهيونية التي لا تدرك أن الأوضاع في العالمين العربي والإسلامي تغيرت تماما بسقوط الأنظمة الصهيونية في البلدان العربية، وبأن الشعوب التي يشكل المسجد الأقصى جزءا من عقيدتها لن تسمح بأن يهدم هذا المكان المقدس ليبنى على أنقاضه الهيكل المزعوم".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام