جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
جرف مقبرة مأمن الله بالقدس تمهيداً لإقامة "متحف التسامح
قالت "مؤسسة الاقصى للوقف والتراث" في تقرير صحفي الاثنين 21/1/2013 ان أذرع المؤسسة الاسرائيلية ترتكب في هذه الأثناء جرائم واعتداءات عدة في وقت واحد بحق مقبرة مأمن الله الاسلامية التاريخية بالقدس، حيث تقوم جرافات كبيرة بحفر وتجريف مساحات واسعة من المقبرة بعمق نحو 15 متراً ، وإزالة كل محتواها بسيارات كبيرة، وذلك تمهيداً لبناء ما يسمى بـ "متحف التسامح" على مساحة نحو 25 دونماً مما تبقى من أرض مقبرة مأمن الله- والذي بادرت الى اقامته المؤسسة الاسرائيلية بالتعاون مع منظمة "سيمون فيزنطال" ومقرها في الولايات المتحدة-، في نفس القوت تقوم شركة اسرائيلية ببناء مقهى على قطعة أخرى من المقبرة، كما وقامت نفس الشركة بتحويل جزء آخر من المقبرة الى مخزن للمعدات والمواد الإنشائية، يصاحبها أعمال عبث في مدافن جماعية موجودة في أرض المقبرة ، وتزامنت هذه الاعتداءات مع تكسير عدد من شواهد القبور في الأجزاء المتبقية من مقبرة مأمن الله . ودعا المهندس زكي إغبارية – رئيس "مؤسسة الاقصى"- الحاضر الاسلامي والعربي والفلسطيني الى تحرك عاجل لإنقاذ مقبرة مأمن الله، والوقوف ضد الجرائم الكبيرة التي تنتهك حرمة المقبرة الاسلامية العريقة التي دفن فيها عدد من صحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والتابعين وعدد كبير من العلماء والفقهاء والمجاهدين وسكان القدس على مدار نحو 1400 عام . وقد ذهل وفد "مؤسسة الاقصى" الذي شارك فيه نائب رئيس المؤسسة الحاج سامي رزق الله ابو مخ والسيد عبد المجيد محمد اغبارية – مسؤول قسم المقدسات في المؤسسة-، عند تفقدهم لمقبرة مأمن الله بعد وصول أنباء عن اعتداءات جديدة تقع على مقبرة مأمن الله، للمشاهد المروعة ولحجم الجرائم التي ترتكبها أذرع المؤسسة الاسرائيلية في وقت واحد، ففي وسط المقبرة من الجهة الشمالية أدخلت جرافات ومعدات ثقيلة الى المقبرة، تقوم بأعمال تجريف عميقة تصل الى عمق نحو 15 متراً ، وكذلك تنفيذ أعمال إنشائية منها حفر ونصب أعمدة عميقة، علما أنه سبق هذه الاعمال أعمال تجريف تم خلالها وضع شبكات مياه ومجاري في عمق الأرض، هذا واستطاع طاقم "مؤسسة الاقصى" تخطي الحواجز والجدار الحديدي العالي، المنصوب حول الموقع لإخفاء الجريمة، واستطاع الطاقم توثيق هذه الجريمة بالرغم من محاولة الاعتداء على الطاقم من قبل "حراس " الموقع ومنعه من التصوير. وفي وسط المقبرة من الجهة الجنوبية ، وفي الجزء الذي حولته المؤسسة الاسرائيلية الى متنزه وحديقة عامة ، شرعت شركة "موريا" الاسرائيلية- التابعة للبلدية العبرية في القدس- ببناء مقهى على جزء من المقبرة على مساحة نحو دونمين، وفي الجهة المقابلة، اتخذت هذه الشركة وشركة أخرى جزءاً من المقبرة مخزناً للمعدات والأدوات الانشائية،حيث تقوم هذه الشركات بأعمال ترميم في رصيف الشارع المجاور، وخلال أعمال التخزين والانشاء تم العبث في مدافن جماعية موجودة بالجوار في حدود المقبرة، مما ادى الى هدم أجزاء من هذه المدافن وطمرها بالتراب، وفي نفس الوقت فقد تم تكسير وتهشيم عدد من شواهد القبور المتوزعة في أنحاء متفرقة مما تبقى من أرض المقبرة . هذا واعتبرت "مؤسسة الاقصى" هذه الاعتداءات المجتمعة جرائم كبرى ترتكبها المؤسسة الاسرائيلية وأذرعها التنفيذية ، تُضاف الى الجرائم المتتابعة التي ارتكبتها وما زالت بحق المقبرة منذ عام 1948م، حيث اقدمت على جرف وتدمير أغلب القبور في المقبرة، والتي كانت تبلغ مساحتها نحو 200 دونما، وحولتها الى حديقة عامة، يمارس فيها اعمال الرذيلة، وشرب الخمر، كما وقامت بتمرير شبكة المجاري والمياه والكهرباء وشق الطرق ، وفي هذه الاثناء تقوم بأعمال تمهيدية وانشائية لاقامة ما يسمى بـ" متحف التسامح"، والتي أدت الى نبش آلاف القبور وتهشيم رفاتها ، وختمت المؤسسة بيانها بأن هذه الجرائم ترتقي الى جرائم دولية بحق الأموات والمقدسات والتاريخ والحضارة.
المصدر: فلسطينيو 48