"باب الكرامة".. قرية فلسطينية جديدة تحارب الاستيطان
في تحدٍ جديد للمخططات الاستيطانية في القدس المحتلة، أقام ناشطون فلسطينيون قرية جديدة أطلقوا عليها اسم "باب الكرامة" على الأراضي المحتلة، في قرية إكسا، شمال غرب القدس، على غرار قرية "باب الشمس" التي أخلاها الاحتلال، مؤخراً، بالقوة مرتين.
ودخل النشطاء تدريجياً إلى قرية إكسا القريبة من القدس المحتلة المهددة بالمصادرة من قبل سلطات الاحتلال، وأعلنوا عن تأسيس قرية "باب الكرامة" في المنطقة، إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي سرعان ما اقتحمت المكان وحاصروه ومنعوا وصول الفلسطينيين إليه.
وقال عضو إقليم القدس في حركة فتح نبيل حبابة في تصريحات صحفية: "إن جنود الاحتلال يحاصرون قرابة 50 ناشطًا يقيمون في القرية، وقاموا بتصويرهم وطلبوا التحدث إليهم لكن النشطاء رفضوا ذلك".
وأوضح حبابة أن جنود الاحتلال قد يقومون بهدم القرية في أي لحظة من ساعات الليل.
منطقة استراتيجية
من ناحيته، قال أمين عام المبادرة الوطنية، د. مصطفى البرغوثي: "باب الكرامة تشكل منطقة استراتيجية، يسعى الاحتلال إلى فرض الإجراءات الأمنية الصارمة عليها، بهدف عزلها عن باقي المدينة المحتلة".
ورغم إخلاء الاحتلال الإسرائيلي، لقرية "باب الشمس" التي أقامها النشطاء، الجمعة 11 يناير، في المنطقة التي يطلق عليها الاحتلال اسم "E1"، شرق القدس المحتلة، مرتين خلال الأسبوع الماضي، فإن النشطاء أعادوا بناء القرية الجديدة في منطقة أخرى من المدينة.
وتوجه النشطاء إلى قرية إكسا، المهددة بالاستيطان، عقب أداء صلاة الجمعة، وهو ما أوضحه البرغوثي بقوله: "إن الهدف من ذلك كان إنشاء قرية الكرامة، وبناء بيت على الأقل، عدا عن محاولة إقامة خيام كتلك التي تم بناؤها في قرية الشمس".
القرية الجديدة، دعا إلى إنشائها لجان المقاومة الشعبية في الأراضي المحتلة، في خطوةٍ فاجأت الاحتلال الإسرائيلي، الذي لم يكن يعرف بمخطط النشطاء، وأكد البرغوثي أن الفلسطينيين سيواصلون العمل على إثبات الهوية الفلسطينية لأراضيهم المحتلة، بهذه الطرق وغيرها.
ودعا الفلسطينيين في الضفة المحتلة، والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، إلى الانخراط بالمقاومة الشعبية سواء كان ذلك من خلال المسيرات المناهضة للاستيطان أو المضي في إقامة القرى كما باب الشمس والكرامة، أو بوسيلة مقاطعة منتجات الاحتلال.
وفي سياق متصل، قال البرغوثي: "إن المسيرة الشعبية التي انطلقت، اليوم، ضد قرار الاحتلال بهدم مدرسة في قرية عزبة الطبيب، تمثل بالإضافة إلى إقامة قريتي باب الشمس وباب الكرامة، تطوراً نوعياً للمقاومة ضد الاحتلال، وتأكيدًا على اتساع رقعة المقاومة الشعبية ضد إجراءاته".
من جهته، أكد عضو المجلس القروي لـ"باب الشمس"، صلاح الخواجا أن عناصر من الشرطة الإسرائيلية، وجيش الاحتلال، حاولوا تهديد النشطاء الفلسطينيين، الذين أقاموا قرية "باب الكرامة" في قرية إكسا، والتحدث إليهم، لكنهم رفضوا تلك المحاولات.
وقال الخواجا: "إن الاحتلال حاول أكثر من مرة مداهمة المكان الذي أقمنا فيه قرية "باب الكرامة"، ورغم ذلك فإننا ننوي البقاء فيه، لأنه من غير المعقول أن نغادر أرضنا".
وينظر الفلسطينيون إلى القرى التي يقيمها النشطاء على أراضيهم المحتلة، في القدس، على أنها رمز للعودة إلى الأراضي التي هُجروا منها قسرًا منذ عام 1948، بعد أن كانت تلك القرى التي تشكل الخيام أهم عناصرها، رمزاً للهجرة، وفقًا للخواجًا.
انتصارات عديدة
من جهته، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قيس عبد الكريم "أبو ليلى": "إن المقاومة الشعبية الفلسطينية الآخذة بالتصاعد استطاعت إحراز انتصارات عديدة على الأرض ونجحت في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية".
وثمن في بيان له وصلت "فلسطين أون لاين" نسخة عنه، اليوم، الحراك الشعبي والتحرك الجماهيري المتمثل في إقامة قرية جديدة تحمل اسم "الكرامة" في منطقة القدس.
وأضاف: "اليوم شهدنا ميلاد قرية فلسطينية جديدة تحمل اسم "الكرامة" التي أقامها المئات من أبناء شعبنا في المنطقة الواقعة بين قريتي بيت إكسا ولفتا شمال غربي القدس المحتلة والمهددة بالمصادرة في تأكيد جديد على تمسك شعبنا بحقه بمقاومة الاحتلال حتى الحرية والاستقلال".
وأشار النائب أبو ليلى إلى أن المقاومة بجميع أشكالها "هي حق مشروع يكفله لنا القانون الدولي كشعب واقع تحت الاحتلال"، مشدداً على ضرورة تصعيدها باعتبارها، إلى جانب تعبئة الضغط الدولي على (إسرائيل)، الركيزة الرئيسة من بين ركائز الاستراتيجية الوطنية البديلة الهادفة إلى رفع كلفة استمرار الاحتلال وصولاً إلى إجبار (إسرائيل) على البحث عن حل سياسي يفضي إلى إنهائه.
المصدر: فلسطين أون لاين