سياسة "الهدم" تطارد بدو الهذالين جنوب الخليل
لا تتوقف حمّى الهدم والملاحقة التي يعيشها أفراد عائلة الهذالين الفلسطينية القاطنة في منطقة مسافر يطا، ليكون المسن المقعد والمريض شعيب الهذالين، الضحية الجديدة للتشريد وهدم المنزل ومحاولة الاقتلاع من المنطقة.
وعجز المواطن الهذالين عن الحديث لـ"فلسطين" عن الحالة الصعبة والمتردية التي أحالتها إليه إجراءات الاحتلال، مشيرا إلى أن "العوض من الله تعالى"، ومؤكدا أنه ينتظر البحث عن ملجأ آمن يقيه برد الشتاء في جبال الخليل الشرقية.
هدم مستمر
من جانبه، يبين سليمان الهذالين أحد سكان المنطقة لـ"فلسطين" أن السكان البدو القاطنين في خربة أم الخير الواقعة ضمن منطقة المسافر، أفاقوا على رتل كبير من الآليات العسكرية والجنود والجرافات، التي بدأت عمليات التجريف والتدمير لهذا المنزل، بعد تفريغه من محتوياته.
ويضيف: هذا المنزل المبني من الحجارة والمسقوف "بالزينكو" الملاذ الوحيد لعائلتين مكونتين من ثمانية أفراد، لا يقوون على بناء منزل بسبب المنع الإسرائيلي وعسر الحالة المادّية، لافتا إلى أن حياة المواطنين توصف بالمآسي المتلاحقة والتي لا تتوقف في أيّ لحظة.
ويلفت المواطن سليمان إلى أن خيارات المقاومة الشعبية التي تدعمها السلطة أمست بلا جدوى، موضحا بأن آليات الاحتلال تتسلل تحت جنح الظلام، وتعمد إلى تخريب الأرض وهدم المنازل وتدمير حياة الناس، دون أن يتسنى لأحد القدوم إلينا ومناصرتنا والوقوف إلى جانبنا ليمنع إجراءات الاحتلال.
مخططات تهجير
أما المواطن إبراهيم الهذالين رئيس مجلس قروي أم الخير السابق، فيبين لـ"فلسطين" أن الاحتلال حدّد مؤخرا مخططا هيكليا للقرية في بضع كيلو مترات وأخرج بقية السكان من هذا المخطط، ليمسوا على شفا الترحيل والتهجير والملاحقة.
ويتابع: السكان في مختلف هذه المناطق عرضة لإجراءات الاحتلال التي تشتد بين الفينة والأخرى، في مخططات اقتلاع وتهجير للسكان لتوسيع المستوطنات المجاورة، كاشفا عن توزيع الاحتلال مؤخرا ما يقرب من 15 إخطارا لهدم المنازل المتواضعة للسكان المشيدة من "الزينكو" والحجارة وبيوت الشعر.
ويلفت الهذالين إلى أن ما يقرب من 5000 نسمة يقطنون منطقة مسافر يطا جنوب الخليل يعيشون حالة صعبة، في ظل عدم تلقيهم الاهتمام الحقيقي والضروري من جانب السلطة الفلسطينية، مؤكدا حاجة السكان إلى مزيد من الدعم والاهتمام والتشجيع ليبقوا ثابتين في أراضيهم، إضافة إلى دور السلطة في إيصال معاناتهم إلى كافة المحافل الدولية.
أحوال جوية أيضا
من جانبه، يشير الحاج عيسى تبانة أحد سكان منطقة المسافر لـ"فلسطين" إلى أن الاستيطان لا يشكل العامل الوحيد المهدد لحياة سكان منطقة جنوب الخليل، بل ينضم إليها أيضا سوء الأحوال الجوية والمناخية.
ويضيف: بالعاصفة الجوية الأخيرة، أفقت في تمام الساعة الخامسة فجرا على تطاير سقف منزلي المعدّ من الزينكو بفعل الرياح العاتية التي هبت على المنطقة، مشيرا إلى أن السقف ارتطم بأحد أعمدة الكهرباء، ودمرها، ما تسبب في انقطاع الكهرباء عن المنزل، وبقية المنازل المجاورة.
ويتابع: أخليت منزلي الذي امتلأ بالمياه، والآن أعيش في بيت لأحد أبنائي، وأنتظر إعادة ترميم المنزل من جديد، ليتسنى لي ولزوجتي المسنة العودة إليه.
المصدر: فلسطين أون لاين