فلسطنيو 48 - النقب :
أُثيرت نقاشات حادة بين عدد من الناشطين السياسيين في المجتمع العربي إثر تنافس القائمة المشتركة ورئيس القائمة العربية الموحدة (الحركة الإسلامية الجنوبية)، منصور عباس، على "إنجاز" الاعتراف المزعوم بثلاث قرى، رخمة وعبدة وخشم زنّة، في النقب.
وكان حزب الليكود الحاكم قد أفشل يوم أمس، الثلاثاء، قرارا باعتراف الحكومة الإسرائيلية بالقرى الثلاث في ظل الرفض القاطع الذي عبّر عنه وزير التربية والتعليم، يوآف غالانت، وذلك خلافا لإعلان المشتركة وعباس، في وقت سابق الثلاثاء.
وبدا واضحا تسويق إنجازات وهمية لا تغيّر على أرض الواقع الصعب الذي يعانيه أهالي القرى، مسلوبة الاعتراف، شيئا، ولا يخفف من معاناتهم القاسية، ولا يوفر لهم المتطلبات الأساسية للعيش الكريم كالماء والكهرباء والتعليم وخدمات الصحة وغيرها، كسائر المواطنين في البلاد.
وأي اعتراف بأي قرية عربية من قرى الصمود التي تتصدى لممارسات الاقتلاع والتهجير التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية، إذا ما تحقق، هو انتصار لأهل النقب ونضالاتهم وصمودهم الأسطوري.
قرية خشم زنة
تقع القرية ضمن منطقة نفوذ مجلس واحة الصحراء الإقليمي الذي يرأسه إبراهيم الهواشلة. نوقشت الخارطة الهيكلية للقرية على مدار عدة أعوام، وصدّق عليها المجلس القطري للتخطيط والبناء قبل تشكيل حكومة نتنياهو- غانتس، وأقيمت مدرسة في القرية.
وخشم زنة، قرية عربية فلسطينية في النقب، يعيش فيها نحو 2500 بدوي فلسطيني على مساحة 25 كم مربع، وهي إحدى القرى البدوية الـ36 غير المعترف بها من قبل السلطات الإسرائيلية. عدم الاعتراف بقرية يعني في عرف "قانون إسرائيل" أنها غير شرعية وأن التواجد السكاني فيها غير قانوني، وهذا يعني أيضا أن بيوتها مهددة بالهدم وأنها محرومة من الخدمات مثل الماء والكهرباء والتعليم.
والخشم يعني الأنف، والمقصود هنا أنف الجبل، أي طرفه، أما زنة، فالرواية تقول إنه كانت في طرف ذلك الجبل المحاذي للقرية صومعة لرجل صالح اسمه زنة، وكانت الناس تزوره وتتبرك منه، كانت المرأة التي تلد في أول مشوار تخرج فيه من بيتها تتوجه إلى هذا الشيخ، ومن هنا جاء الاسم.
قرية عبدة
جرى الاعتراف بالقرية عام 1996 إثر إضراب احتجاجي أمام مكتب رئيس الحكومة في القدس استمر 6 أشهر، قادته امرأة عربية تدعى فضية أبو جردود، إضافة إلى رئيس اللجنة المحلية لباد طاسان وناشطين آخرين، انتزع بعدها تعهد بالاعتراف بالقرية وعلى إثره بُنيت مدرسة ابتدائية وعيادة طبية في القرية. وأثير نقاش حول الخارطة الهيكلية على مدار أعوام عدة، وصُدّق عليها قبل تشكيل حكومة نتنياهو- غانتس.
وتقع قرية عبدة في النقب الجنوبي وهي من القرى القليلة الواقعة جنوب خط 40. تعاني القرية الإجحاف التام في الحقوق الأساسية فلا كهرباء ولا ماء في القرية، ويمنع الأهالي من ترميم البيوت أو استخدام مواد بناء غير ألواح الصفيح، ويسكن القرية نحو 700 نسمة.
قرية رخمة
خُططت القرية كحارة تابعة للبلدة الاستيطانية "متسبي رامون" في عهد عمرام متسناع الذي رئس اللجنة المعينة فيها، قبل أعوام عدة. وجرى بناء مدرسة، ثم أعلنت عنها قرية مستقلة بدلا من حارة تابعة للبلدة الاستيطانية.
وتقع قرية رخمة في الطرف الأبعد من النقب الجنوبي، وهي آخر قرية في الاتجاه الجنوبي من خط 40، ويعاني أهاليها من التمييز المضاعف بسبب البعد عن مراكز تجمع القرى مسلوبة الاعتراف، ووضعت إسرائيل مخططات لتهجير القرية عدة مرات من بناء سكة قطار وتوسيع البلدة "روخاما" الاستيطانية على حسابها.
وأخيرا، أثبتت التجارب على أرض الواقع استحالة الاعتراف بقرية وإقرار خرائط هيكلية وتفصيلية في أشهر معدودة، عدا عن العراقيل البيرقراطية وغيرها، ولم يمر على تشكيل هذه الحكومة 9 أشهر، وعليه لا مكان لتسويق أوهام واعترافات مزعومة لن تنطلي على الناس، هدفها جني مكاسب انتخابية ليس إلا.