جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
هذا هو حال طالبات وفتيات فلسطين، فهن يشكلن قدوة حسنة وسيرة طيبة لكل فتيات ونساء العالمين، فمرام ناصر اشتيه هي طالبة من مدرسة بنات سلفيت الثانوية شمال الضفة الغربية، ولكن مرام ليست كبقية الطالبات، فالتحدي والمثابرة والإصرار على التميز والمجد؛ نحو فجر جديد مليء بالحب والخير لكل بني البشر، كل ذلك توج باكتشافها لنظرية جديدة في الرياضيات.
مرام تتكلم مرام واثقة مما اكتشفته حيث تفصّل بثقة ما اكتشفته وتوضحه بشكل أكثر وتقول :" النظرية بسيطة وليست معقدة وتقوم على مبدأ توزيع عملية الضرب على الجمع ، بحيث يتم إيجاد حاصل ضرب أي رقم في أي رقم آخر في خطوة واحدة بسرعة وبسلاسة، مهما كانت المنازل التي يتكون منهما الرقمين بكل يسر وسهولة ". مرام ليست متفوقة في مادة الرياضيات فقط ؛ بل هي متفوقة في بقية المواد الأخرى ، وهي ايضا متفوقة في أخلاقها وأدبها الجم، وسط عائلة فلسطينية متواضعة ونموذجية لا تبخل بتهيئة وتسهيل كل الظروف لابنتهم للتميز والتفوق . وتتجسد في مرام الإرادة الفلسطينية، فمن بين القهر والظلم تصر على مواصلة الحياة ولكن بتميز، فهي سبق وان كرمت ونالت أكثر من شهادة للتكريم على جهودها وتميزها نحو مجد أمتها وشعبها المقهور، معتبرة أن العلم نور وضياء يرخص في سبيله الغالي والنفيس. اكتشفتها ...اكتشفتها مرام اكتشفت فجأة النظرية ولكنها كانت تشعر قبل ذلك بفترة انها على موعد مع اكتشاف جديد حيث كانت مصممة ان تزيد على الدنيا لا ان تكون زائدة عليها كحال الكثيرين من الناس. وعن لحظة الاكتشاف يقول والد مرام :" بينما كنا نيام بعد منتصف احدى الليالي، حيث كانت مرام تذاكر وتحضر لامتحاناتها سمعتها تصفق وتقفز من الفرح والسعادة الغامرة ولا ادري وقتها على ماذا هي فرحة؟ وسألتها بحيث أجابت: اكتشفتها... اكتشفتها ... نظرية جديدة في الرياضيات". وتصف والدة مرام ابنتها بأنها: "لمّاحة، ذكية، سريعة البديهة، حاضرة الذهن، ودائما تفكر في التميز والإبداع، واكتشاف كل ما هو جديد ". العمر لحظة سعادة وتتحدث مرام عن لحظة العمر الجميلة تلك، وتقول :" قرابة الساعة الثانية صباحا وانا أقوم بالتحضير لامتحان مادة الرياضيات، أجريت عمليات حسابية رياضية بطريقة مختلفة لعملية توزيع الضرب على الجمع، حيث اكتشفت صحة العملية الجديدة، وكانت الارض لا تسعني من السعادة لحظة الاكتشاف. وتضيف مرام: "بعد ذلك عرضت ما اكتشفته لمعلمتي في المدرسة والتي بدورها عرضتها على مديرة المدرسة ، ومن ثم عرضت النظرية على موجهين من مكتب التربية والتعليم في سلفيت . ودار الحديث بعد ذلك حول اكتشاف نظرية جديدة". مرام لا تنسى ان تنسب الفضل لله اولا واخيرا ومن ثم لوالديها اللذان لم يبلخا عليها بالعناية والعطف والحنان وتوفير الاجواء المناسبة ، ومن ثم تشكر معلماتها في المدرسة ومديرة المدرسة نجوى التفاش والمعلمة علا عوّاد التي قدمت لها الدعم وزميلاتها الطالبات واقربائها لما وفروا لها من تشجيع وتحفيز، ولمديرية وزارة التربية والتعليم في سلفيت، وللتغطية الصحفية.
المصدر: فلسطنيو 48