مكانة دير الاسد الجغرافية:
روي الكثيرون عن تاريخ دير الاسد و لكن لم يتطرق احدهم على مكانتها الجغرافية التاريخية بشكل مفصل حيث تبين بان هذه البلدة قد ظهرت بشكل قوي إبان الغزو الصلبي لبلاد الشام مما يدل على مكانتها الاستراتيجية في تلك الحقبة.
حيث دأب الصلبيون إبان حروبهم على منطقة بلاد الشام بنصب قلاع واديرة على طرقات و ممرات هامة تخدم النفوذ العسكري لهم لتسهيل تحركاتهم الدائمة للسيطرة على مواقع ذات نُفوذ استراتيجي هام وذلك لحماية امدادتهم العسكرية او قطع الامدادات العسكرية للسلطنات العربية (الزنكية و الايوبية والمملوكية) على التوالي آنذاك ، وشملت هذه المواقع مدن عربية كبرى وقرى كالتي تقع على السواحل العربية او على الممرات الاستراتيجية للمدن الداخلية للعرب ، مما يظهر توجهه الصلبيون باقامة قلاع راسخة قوية لصد الهجمات العسكرية للعرب واديرة لتامين الامدادت اللوجيستية لمقرات دفاعاتهم انذاك,
ومن ضمن هذه المدن والاماكن: مدينة عكا : وهي المدينة الساحلية التي امتازت بميناءها البحري الطبيعي الذي أهلها وبامتياز على القدرة العسكرية البحرية للسيطرة على امدادت جميع المدن الداخلية التى حولها وخطوط الامداد البحري للمدن الساحلية.
مدينة صفد: وهي المدينة القاطنة على سفوح جبال الجليل والمطلة ايضاً على بحيرة طبرية الاستراتيجية من جهة وسهل حوران من جهة اخرى وبالاضافة وقوعها على ممر استراتيجي بين دمشق العاصمة الام ومدينة عكا الساحلية وهو الامر الهام كما نوهنا من الناحية العسكرية.
ومن أن تقرأ تاريخ صفد ليتبين لديك اهميتها التاريخية بين العرب والصليبيين وقلعتها المحصنة التي انشات بالعهد الصليبيي و التي ايضاً حررت بالعهد المملوكي بعهد السلطان ظاهر بيبيرس الذي مِنْهَا طرد جميع المحتلين الصليبيين من الاراضي العربية انذاك ، ولكن بقيت بعض الثغور التي لم يتم القضاء عليها بشكل فعلي وهو ماسوف نتوسع به لاحقاً.
دير البعنة (دير الأسد): كانت موجودة قرية بيت عناة الكنعانية مكان قرية دير الاسد اليوم. كانت تعرف بدير الرهبان أو دير البعنة بالعهد الصليبي نسبة إلى قرية البعنة المجاورة التي تحوي طائفة مسيحيّة كانت تشكّل السواد الاعظم من القرية في القدم. وصدر هذا الاسم المنسوب إلى دير سانت جورج الذي أقيم أثناء الحملات الصليبية على بلاد الشرق وبخاصة فلسطين تحت شعار حماية قبر المسيح. وتقع هذه القرية على ممر استراتيجي بين المدن العربية الرئيسية دمشق ,صفد و عكا ومما نستنتجه من هذه القراءات ان القرية كانت تشكل ثغر مهم للصليبيين إبان احتلالهم للاراضي العربية يستخدموها للهجوم على الخطوط الامدادات التي كانت تعبر المكان المتجهة من دمشق –صفد الى عكا في حال تم الهجوم على مدينة عكا من خلال البحر, وهذه ما تم استنتاجه من قرار السلطان سليمان القانوني بأمر رحيل جميع النصارى الصلبيين منها و باقامة الشيخ اسد واولاده واتباعه فيها بشكل دائم خوفاً من استغلال الاوربيين لهذه القرية كثغر و اطلاق حملات مباغته على سواحل السلطنة العثمانية من جهة بلاد الشام انتقاما من العثمانيين اللذين قد غزوا معظم اوربا و باتوا على ابواب مدنها الرئيسية آنذاك وخصيصاً ببعهد السلطان سليمان القانوني.
كتابة و تحقيق # أسامة عبدالهادي مناح أحمد الأسدي