في العقد الأخير من القرن التاسع عشر وإبان الحكم العثماني تم افتتاح مدرسة حطين بغرفتين ضمن حرم جامع القرية وعلى الطرف الشمالي من الجامع، وكان إمام الجامع هو المعلم والمدير بالإضافة إلى مهامه الدينية. مقابل أجر عيني وسنوي يتقاضاه من المحصول الزراعي من البيدر. وتطورت المدرسة حتى الصف الرابع وبنفس الإمكانيات معلم وحيد وهو الشيخ أحمد النعيم من نابلس ومن خريجي الأزهر وقد أقام في القرية. وكان ابنه محمد النعيم من طلابه في المدرسة، وقد استلم المهمة من والده بعد وفاته، وكانت المواد المدرسة هي: العلوم الدينية، واللغة العربية, والحساب.
لم تتطور المدرسة في الفترة الأولى من حكم الانتداب البريطاني الذي لم يشجع التعليم. لكنه في السنوات الأخيرة مارس سياسة أخرى، فكان على القرية أن تجهز البناء والمعلم وعلى نفقتها لمدة سنه، لتتبناه حكومة الانتداب في العام الدراسي التالي وهكذا بنيت المدرسة الثانية على سفح جبل حطين، في الجنوب الشرقي من القرية بالحجر والإسمنت كقلعة من القلاع، وتكاملت الصفوف حتى الصف السابع في العام الدراسي 47/48 م. كما جٌهزت غرفة الصف الثامن للعام التالي. واستمرت مدرسة الجامع لتعليم طلاب الصف الأول الابتدائي كرافد للمدرسة الثانية.
توقفت الدراسة في عام 48 م بسبب الأحداث. وأصبحت المدرسة مقرا لجيش الإنقاذ. ومن معلمي المدرسة من أبناء القرية الأستاذ جاد عزام، والأستاذ عبد الرزاق الخالدي. ومن المتعلمين: الحاج محمود يونس شعبان خريج الأزهر والذي انتقل إلى قرية طرعان مع عائلته إماما واستقر فيها. وسعيد البدوي خريج مدرسة المساحة وعدد كبير من خريجي الصف الثامن. لم يوافق أكابر القرية على افتتاح مدرسة للإناث بسبب الجهل ولأسباب واهية, لكن ابنة القرية بعد النكبة تسابقت مع الرجل ومع نفسها لتعوض ما فات جنسها. فاليوم أرى من بنات قريتي، الطبيبة المتخصصة والمهندسة ، والصيدلانية، والإعلامية الناجحة، والمربية الفاضلة، وفي كل مجالات العلم والحياة.
أما التعليم بعد النكبة، وبعد ضباع الأرض وقد أصبح الملاذ الوحيد لشعب سدت في وجهه السبل فله مقام آخر وحديث طويل في مقال آخر.