حياة أجدادنا
رحم الله اجدادنا لقد عاشوا عيشة هنية رغم الفقر فقد كانت حياتهم حياة البساطة لا رسوم كهرباء ولا ماء وبيت الشعر كان يحوطهم في الرملة والبعض كان لديه بيت من الطين، وبيت الطي دافئ في الشتاء وبارد صيفا، وكان هم الواحد منهم تأمين لقمة العيش القمح والشعير اهم شيء في حياتهم والماء كانوا يحصلون عليه من البرك والوديان ومياه الامطار، وكل عائلة كانت تربي الحيوانات الاليفة وتأكل اللحم منها (الغنم - الابقار - الماعز وتحصل على الحليب منها، واتذكر ما كانت تقوله الحاجة صالحة رحمها الله والله يابني كان الشاي عندي في البلاد لا اعطيه الا لمن يعاني من الصداع او مريض وكم تعطيه 10 جم تكفي لمرة او مرتين وتدعو له بالشفاء فيشفى، كان الشاي بدلا من البندول والاسبرين، وكانت النساء تطرز المفارش والبسط الجميلة يدويا، وكانت القهوة تقدم في بيت الشعر والضيافة العامرة، ومما سمعته من شيابنا ان الضيف... كان يحضر لثلاثة ايام حضى ان فرسه كانت تأكل ثلاثة ايام من الشعير وغير ذلك، وكانت العروس لا تزوج الا لابن العم وكان يقوم بتنزيلها من على الجمل اذا زوجة لغيره، وكان الخير قد عم فلسطين في الشمال وكانوا يزرعون الحمضيات (البرتقال والليمون واليوسفي واشجار وكروم العنب والتين والزيتون، بالإضافة الى زراعة البطيخ والقمح والشعير وكان بعض الناس مشهور بصيد الزراعي (طير موسمي) كل يوم 30 او 40 حبة، ويعمل منه المرق والشوربة، وكان خبزهم الفراشح وهو خبز يفرد ويوضع على الصاج وهو قطعة مستديرة من الحديد توضع على النار والطحب بثلاثة احجار، والفراشح كان يستخدم للعزائم والافراح والولائم والمياتم (العزاء) والضيوف وكان يشرب بالمرق ويوضع فوقه الارز واللحم وكان البعض يصنع اليخني وهو قلاية من البصل والطماطم والفلفل الحار والبهارات وزيت الزيتون تصب على الأزرق والفراشح، وكان اهتمام العائلة الحمايدية بالاكلات الشعبية (المفتول والكوسكسي) والمقلوبة وهي اكلة شعبية مكونة من الارز والخضروات الباذنجان المقلي والزهرة القرنبيط المقلية والبطاطا المقلية بالإضافة الى اللحم او الدجاج وسميت مقلوبة لان المقالي والدجاج توضع تحت والارز والبهارات في الاعلى ثم يتم قلبها فسميت مقلوبة، وهناك عادة القود وهو بأن يقوم محبي اهل العريس بإحضار خروف او جدي لغداء العريس مساهمة في تخفيف الاعباء عنه ويقدم امام كل شخص احضر خروفا سدر (صحن كبير) عليه خروف كامل له ولعائلته، وكانت الافراح تستمر شهرا في الستينات لزواج العريس وكان ديوان الحمايدة في الستينات يجمع كل افراد العشيرة ويتسامرون لاخر الليل وكنت اسمع مهباش القهوة من العصر الى المغرب يوميا لدق القهوة يدويا ويقوم المختار بإشعال النار من العصر ويجهز القهوة ويقوم احدهم بصب القهوة لكبار السن اولا، وكان البعض يساهم في الحطب فيحضر معه خشبتين او ثلاثة لتوليع النار، وكان هناك تكافل عجيب اذا حرق بيت واحد او اصيب بمصيبة تجد الكل يساهم ويحضر له حاجياته على قدر المستطاع وهنا الكثير من العادات والطيبة وهي مستمرة ليومنا هذا
الخبير مستشار الطب البديل وشاعر، مؤلف كتاب اسرار الشفاء والطب النبوي والحجامة