المولد والنشأة:
ولدت في قرية أم الفرج في فلسطين عام 1947م، واستقر الأمر بأسرتي بعد النكبة في مخيم الرشيدية جنوبي مدينة صور. أدركت واقع اللجوء المرير وأسبابه ممّا كنت أسمعه من أبي رحمه الله ومن كبار القوم. تلقيت تعليمي الإبتدائي والإعدادي في مدارس الأنروا التي بدأت بخيم كالكتاتيب تمّ تمّ بناء مدارس فيما بعد، أو استئجار مبان في الجوار كمدرسة الشجرة في بناية بحسون شمالي مخيم البص.
تابعة دراستي الثانويّة في مدرسة الاتحاد الإنجيلية في مدينة صور وحصلت على شهادة البكالوريا للتعليم الثانوي. ولضييق ذات اليد بدأت العمل كمدرس في مدارس خاصّة في بيروت، وانتسبت للجامعة اللبنانية عام 1972م وحصلت على الإجازة التعليمية في اللغة الإنكليزية وآدابها في العام 1976م.
عملت كمدرس للغة الإنكليزية ومادة الفلسفة العامة والعربية في المدارس الخاصة في بيروت وصيدا وصور، حتى العام 1991م، حيث عينت كمدرس في الأنروا إلى تاريخ نقاعدي عام 2007م. أتممت المرحلة الاستكمالية لدراسة الماجستير في الفكر الإسلامي في كلية الإمام الأوزاعي في بيروت، ولأسباب قاهرة لم أتابع الدراسات والبحوث فيها. أعمل الآن كمدقق لغوي ومعد في فضائية فلسطين اليوم.
لي عشرة أبناء كلهم جامعيون (5 أبناء، و5 بنات) إلا واحدة تزوجت بعد إنهائها المرحلة الثانوية.
التجربة التعليمية:
دخلت في مجال التعليم في المدارس الخاصة ببيروت، منذ العام 1965م وكانت المهنة بدافع الحاجة ولكنني وجدت في التعليم متعة خاصة ما كان ينغصها، إلاّ سوء الواقع الوظيفي وضآلة المرتب الذي لا يكاد يفي بالحاجات الأساسيّة. وانتقلت للتعليم في المدارس الثانوية في صور وصيدا فيما بعد وذلك بعد عام 1976م، أصبح للتعليم عندي معنىً آخر، فقد وجدت فيه رسالة وتواصلاً مع أهم شريحة من شرائح المجتمع، خاصّة أنّ معظم طلابنا كانوا من الفلسطينيين. وكانت المدرسة مجالاً لنشر الدعوة والمفاهيم التي نؤمن بها ونسعى لتحقيقها ومن مفارقات هذا الأمر أنَّ مجموعة من الطلاب كانوا ناشطين إلى حدٍ بعيدٍ في أحد التنظيمات اليساريّة وكانوا يحاولون أن يستقطبوا زملائهم وأساتذتهم بما فيهم أنا، وكنت دائماً أستغل المواقف الدراسيّة لتمرير مفاهيم وحقائق إسلاميّة.
وذات يوم طرق ثلاثة منهم (وهم الآن مدرسون في الأنروا) باب بيتي، فاستقبلتهم وكان أن فاجئوني بالقول:"أردنا أن نتوسع بك فتوسعت بنا، نريد أن نتعلم الفقه على يديك" وهم الآن من العاملين في مجال الدعوة إلى الله تعالى.
حنين لأم الفرج:
يحدثنا الأستاذ عبد الرحمن عن قريته ومسقط رأسه أم الفرج فيقول:
إنّها القرية الصّغيرةَُ الواقعةَُ إلى الشّمال ِمن مدينةِ عكا، تبعدُ عنها 20 كلم. ولقريةِ أم الفـرج أراض ٍ مساحتُها 825 دونما ً. تحيطُ بأراضيها قريةُ "النهر" من الشّرق ِوالجنوب، "وترشيحا" و"الكابري" من الشّمال، و"نهاريا" والبحرُ ِالمتوسطُ من الغرب. تبعدُ عن البحر ِالمتوسطِ 2,5 كلم. وقد قدّرَ سكانُ القريةِ في العام ِ1922 ب 377 نسمة وفي العام ِ1945 ب 800 نسمة. أمّا في العام ِ1948، فقد قدّرَ عددُ سكانِها ب 925 نسمة. وقدّرَ مجموعُ اللاجئين من أمّ الفـرج لعام ِ1998 حوالي 569 حسبَ الإحصاءات.
يعملُ أهالي القريةِ بالزّراعةِ وخاصةً ًالحمضيّاتِ والزّيتون ِبالإضافةِ إلى التّفاح، الكلامنتين، الرّمان، الحبوب، الفلفل، الباذنجان، والذّرة. كانت المحاصيلُ الزراعيّةُ تُصدرُ إلى عكا، طبريا، صفد والقرى المجاورة. وقد بلغت مساحةُ الأراضي المزروعةِ بالحمضياتِ ب 745 دونما ً وذلك لعام ِ1945، وتمثلُ 90,3% من مساحةِ أراضي القرية، في حين ِبلغت مساحةُ الأراضي المرويّة بِ 43 دونما ً، والمساحةُ المزروعةُ بالحبوب ِلنفس ِالعام ِب 18 دونما ً. وبذلك تبلغُ المساحةُ المزروعةُ في أراضي القريةِ وفقا ً لإحصاءاتِ القرى 805 دونما ً، أي بنسبةِ 97,57% من مساحةِ أراضيها، وبذلك تكونُ معظمُ أراضي القريةِ مستغلةً للزّراعة.
وقد قدّرَ عددُ العائلاتِ في قريةِ أمّ الفـرج ب 28 عائلة هم: العريض، سالم، الحاج موسى، هويدي، القطّ، عليّان، الخوّاص، ياسين، حجاب، جبر، الرّاشد، الحلّاق، أصلان، السّعيد، دراز، أبو السّعد، فلاح، الخربيطي، عبد العال، مفلح، التّرك، أبو حصيرمي، زمزم، العدوي، العبد الله، ستيتي، بديوي، والحاج غالي. تلك العائلاتُ تمسّكت بأراضيها، فحوصرت القريةُ ومُنعَ أهلها من الإتصال ِبالخارج. ولكنَّ أهالي القريةِ رفضوا الإستسلامَ والخضوعَ حتّى تمكّنت قوىً عسكريّةً صهيونيةً من مداهمةِ القرية، وطُردَ سكانُها ودمّرتْ بيوتُها ونُهبتْ أموالُها وأُحرقتْ مزروعاتُها، وأقامَ الصّهاينةُ مكانَ قريةِ أمّ الفـرج مستعمرةً سموها "مستعمرةُ بن عمِي.
المصدر: موقع مخيم الرشديدية