البروفيسور علي حسن نايفة
اينشتاين فلسطين
بقلم: رامي مهداوي
بعيداً كل البعد عن صور السواد في مجتمعنا وما أكثرها ، هذا أسعد مقال بكتبه في عامود خرم إبرة حتى الآن، بطلعلي أرقص وأغني وأفتخر وأوزع حلويات لأنه ابن شويكة ابن فلسطين البروفسور علي حسن نايفه حصل على جائزة بنجامين فرانكلين التقديرية بالهندسة الميكانيكية وهي ارفع جائزة تقدم في مضمار الهندسة الميكانيكية وتعتبر أعلى مستوى من شهادة نوبل وقد سبق ان حصل عليها العالم اينشتاين.
تسلم علي حسن نايفة، ابن بلدة شويكة في طولكرم، البروفيسور الفخري في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا قسم للعلوم والميكانيكا الهندسية، وسام عام 2014 فرانكلين بنيامين في الهندسة الميكانيكية. وساهم نايفة بحسب معهد فرانكلين، في تطوير أساليب جديدة في النظم الهندسية المعقدة في الدينيماكية الهكيلية والصوتيات وميكانيكا السوائل والنظم الكهروميكانيكية. ومن الفائزين بهذه الجائزة الرفيعة: ألبرت أينشتاين، توماس اديسون، أورفيل رايت، ماري وبيير كوري وجين غودال
اسمحوا لي أن أضع بين يديكم ما كتبه الأستاذ حسني عايش نصاً حرفياً بمقال "العالِم يُقدّر بعطائه وإنتاجه العلمي" "برز الأستاذ العالِم الدكتور علي حسن نايفة وإخوانه وأبناؤهم وبناتهم الأربعة عشر، على الساحة العلمية والهندسية الأميركية والعالمية. هو البكر، لأب لم يتجاوز حظه من التعليم الابتدائية، وأم لم تدخل المدرسة أصلاً، ومع ذلك كانا شديدي الحرص على تعليم أولادهم، مهما كلفهم ذلك من تقشف وتضحيات.
ولد علي في أواسط الثلاثينات من القرن الماضي، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة قريته شويكة قضاء طولكرم، وتابع دراسته في الفاضلية الثانوية العريقة في المدينة ذاتها، وبعد تخرجه عمل الشاب علي نايفة معلماً متنقلاً أو منقولاً بين المدارس الأردنية في الضفة الشرقية، حتى تيسرت له بعثة للدراسة في أميركا على يد إحدى الجمعيات الأميركية. فطار إلى هناك والتحق بكلية عادية، ولما تخلت عنه الجمعية بسبب استقلاله في الفكر، ما اضطره للعمل جليساً لطفل ليتمكن من دفع رسوم الكلية والإنفاق على نفسه. أصر أحد أصدقاء أسرة الطفل الذي تعرف على علي أثناء زيارة للأسرة، بـأن يقدم طلبا للدراسة في جامعة ستانفورد المعروفة والمشهورة. قال له علي نايفة : أنّى لي ذلك وأنا بالكاد أدبر كلفة دراستي في الكلية.
لكن هذا الجواب لم ينل من إصرار ذلك الرجل، في محاولة إلحاقه بتلك الجامعة، فأحضر له طلب التحاق بها وطلب من علي تعبئته ولم يمض سوى وقت قليل حتى ردت الجامعة بالقبول مع البعثة أيضاً. وبدأت رحلة علي بجامعة ستانفورد وبرزت قدراته ومواهبه العلمية فاستقطبت انتباه أساتذته وزملائه، حتى أن أحد أساتذته كان يعجب من عدم قيام علي بتسجيل أي ملاحظات أثناء المحاضرة.
وظل ابن شويكة يحصل على العلامة الكاملة في كل امتحان، وأصبح أساتذته أصدقاء مقربين وأفسحوا له المجال لتخطي الحدود والقيود الرسمية في التحصيل، فنال البكالوريوس في سنتين ونصف، الماجستير في سنة، كما الدكتوراه. فتجلت عبقرية علي نايفه بانجازه لكل مراحل الدراسة الجامعية الثلاث في أربع سنوات ونصف، وذلك غير مسبوق إلى الآن في أميركا حسب تحقيق علمي واستقصائي.
ما يميز علي نايفه، وفاؤه لعائلته، فقد استقدم إخوته الثلاثة للدراسة في أميركا واحداً تلو الآخر. فحصلوا جميعا على درجات الدكتوراه والأستاذية؛ احدهم في الهندسة وآخر في الفيزياء.
ولأن المد العالي يرفع جميع السفن فقد سار على خطاهم أبناؤهم وبناتهم الأربعة عشر، فنالوا إحدى عشر شهادة دكتوراه؛ تسع منها في الهندسة، واثنتان في الحقوق، أما البنات الثلاث فحصلن على البكالوريوس".
ولمن لا يعلم، أن للعالم علي نايفة ثلاثة أشقاء يحملون لقب بروفيسور هم: منير نايفة عالم ذرة وهو بحاجة الى أكثر من مقال وخرم إبرة للتحدث عن إنجازات هذا الرجل، وعدنان نايفة أستاذ الهندسة الميكانيكية والطيران في جامعة سينسناتي، وتيسير نايفة أستاذ الهندسة الصناعية في "جامعة كليفلاند. سأكتب في المستقبل عن كل شخصية منهم لأنهم يستحقون أكثر من كلماتي هذه تقديراً واحتراماً.
وحتى أكون منصفاً للبروفسور علي، فهذا المقال لا يستطيع أيضاً وضع إنجازاتك العالمية والسيرة الذاتية لأعمالك المختلفة، لكن يجب أن أقتبس ما قاله الأستاذ حسني عايش بالفقرة الأخيرة للمقال لنشاهد كيف تم التعامل مع البروفسور علي في العالم العربي" في الدول المتقدمة يُقدّر العالم بعطائه وإنتاجه العلمي، أما في البلاد العربية فيقاس المرء بصوته العالي، فقد رفضت نقابة المهندسين ذات يوم الاعتراف بشهادات د.علي نايفة وتسجيله عضواً فيها بسبب كلمة الابن (Junior) الواردة في اسم الجامعة (Stanford Lelland Junior University) ظناً من النقابة أن كلمة جونيور تعني كلية جامعية متوسطة وليس اسم ابن مؤسس الجامعة ( Stanford ) الذي تبرع بإنشائها تخليداً لذكراه".
نشر الأستاذ علي نايفة 415 بحثاً أصيلاً في مجلات علمية متميزة ومحكمة (Archival Journals) أي أكثر من بحث واحد في الشهر، كما تكرر الأخذ أو الاقتباس عنه خمسة عشر ألف مرة. وألف - أيضاً - عشرة كتب علمية في الهندسة والرياضيات التطبيقية والفيزياء تدرس في كثير من الجامعات بما في ذلك الجامعات الإسرائيلية وترجم بعضها إلى الصينية، واليابانية، والروسية. وكتب 37 باباً في كتب علمية وهندسية مشتركة، وله - فوق ذلك - براءات اختراع عدة مسجلة في أمريكا وأوروبا والصين واليابان.
وخلال مشواره العلمي والهندسي الطويل قدم الأستاذ علي نايفة 559 عرضاً في مؤتمرات علمية وهندسية عالمية، ونظم وأشرف على سبعة عشر مؤتمراً علمياً وهندسياً عالمياً.
المصدر:كرمي
raedjo_2008@yahoo.com