جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
مع انقضاء الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك والنشاط الكبير للفلسطينيين في شد الرحال للمسجد الأقصى، يتكشف للوافدين مدى التهويد الجاري على مدار الساعة لكل شيء في القدس المحتلة. ففي منطقة باب العامود التاريخية والشهيرة ، ومن أبواب البلدة القديمة الرئيسية تنتصب يافطة كتب عليها "إلى معبر قبة راحيل باللغة العربية". ويصف الوافد للمسجد الأقصى من مدينة قلقيلية نبيل ولويل " 71 عاما"، شعوره عندما وجد يافطة "إلى معبر قبة راحيل" بالصدمة، وقال :" كنت في الجزائر 30 عاما ، وعندما رجعت لفلسطين لم أكن أتوقع أن أجد مثل هذه اليافطة على منطقة باب العامود، والذي اثلج صدري انها ازيلت بعد ساعات من وضعها ، فهي كارثية بكل المعايير والمقاييس". من جانبه، يقول رئيس اكاديمية الأقصى والخبير بتراث المدينة المقدسة والمبعد عنها د. ناجح بكيرات: "إن الاحتلال يمارس في مدينة القدس حرب الرواية والذاكرة، وهذه اصعب من الاحتلال العسكري، لأن الاحتلال العسكري يواجه بالسلاح، بينما حرب الرواية والذاكرة تنتقل الى الاجيال، ومواجهتها تحتاج الى جهد جماعي وتراكمي". ويضيف في حديثه: أن الاحتلال في مدينة القدس لوحدها قام بتهويد 1570 معلما شملت اسماء لأماكن وشوارع وزوايا ومساجد ومدارس وحارات، وهناك لجنة اسرائيلية اسمها اللجنة العليا للمسميات تشرف على هذه القضية التهويدية الخطيرة، ويتم توزيع خرائط رسمية للمجموعات السياحية، ومجموع الاسماء التي تم تزويرها وتهويدها في فلسطين سبعة آلاف اسم". ويعلق بكيرات على الأسماء التهويدية، قائلا :" لم يعد يجدي الاستنكار وفضح الاحتلال ، لأن الاحتلال تجاوز الاستنكار والتقارير، فهو يعمل على التنفيذ في الميدان ضاربا بعرض الحائط كل الاحتجاجات، وما اكدته اليونسكو عن ملكية المسجد الاقصى للمسلمين وليس لليهود أي حق فيه، لم يحدث تغييرا على ارض الواقع وما زالت الاقتحامات قائمة وبوتيرة اكبر". وبالقرب من باب السلسلة غرب المسجد الاقصى، وضعت يافطة كبيرة عليها اسم "طريق حائط المبكى" وهو اسم تهويد لحائط البراق، ويعلق على ذلك الاعلامي نواف العامر في زيارته للمسجد الاقصى في اول جمعة رمضانية بالقول: "هذه اليافطة تستفز كل مسلم في العالم وليس الفلسطينيين فحسب، فحائط البراق جزء من عقيدتنا كونه مرتبطا بحادثة الاسراء والمعراج". ويضيف: "تغيير اسمه الى ممر حائط المبكى اعلان حرب على المسلمين كافة، ومنظمة اليونسكو التي تعنى بالتراث الانساني تصمت عن هذه الجريمة التي يجب ان تتوقف، والأمر اصبح في غاية الخطورة، فالتسمية مقدمة خطيرة لمستقبل المكان الذي جرى عليه التهويد من قبل المؤسسة اليهودية، وفي منطقة باب الحديد ايضا هناك مسميات يهودية، فكل شبر في القدس وخاصة في البلدة القديمة اصبحت تحت التهويد تراثيا وجغرافيا".
المصدر: فلسطين اون لاين