جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
هي جنة الله في أرضه.. آية من الجمال، يحتضنها (99) ينبوعا يروينها بالحياة، تزينها أشجار باسقة تظلل أغصانها الوارفة كل جنبات المكان.. يقصدها المصطافون من شتى مناطق الضفة، يرخون العنان لأبصارهم فلا مكان للهموم في حضرة الجمال (سلفيت). لا ينغص هذه الصنعة الإلهية إلا قطعان مستوطنين يحاربون الجمال، فمصطافوا سلفيت ومزارعوها يعانون الأمرين من عنجهيتهم، فمشهد طردهم من أراضيهم المنتشرة في سلفيت وقراها وبقية مناطق الضفة الغربية، بات مكررا، وسط مزاعم صهيونية باطلة بأنها تعود لهم. وتعتبر محافظة سلفيت أكثر محافظات الضفة تنوعا في مصادر المياه الطبيعية، كونها تقع فوق بحيرة مياه، وهو ما يطلق عليه حوض الماء الغربي؛ كما تمتاز بكثرة عيون المياه والآبار الأثرية، التي يعاني غالبيتها من الإهمال الشديد وعدم المتابعة، إضافة إلى تأثيرات الاستيطان ووقوع جزء كبير منها في أراضي "سي" التي يمنع الاحتلال البناء فيها أو استغلال مياهها ومواردها الطبيعية .
يقول المزارع أحمد عبد الله من سلفيت: إن المستوطنين طردوا قبل أيام عددا من المصطافين من ينبوع الشلال، لتأمين تجوالهم وتنزههم، ويضيف: "الاحتلال يسعى إلى سرقة كل ما هو فلسطيني، ومنع صاحب الحق من التمتع بخيرات وطنه، هو يريد قهر المواطن الفلسطيني، حتى في وقت راحته واستجمامه". وعن صعوبات استغلال الينابيع، يجمع كبار السن في سلفيت، ومن بينهم الحاج محمود مصطفى، أنه يوجد في سلفيت (99) نبعة ماء؛ وهو أعلى عدد للينابيع في الضفة الغربية، بما يجعلها مقصدا سياحيا هاما، لولا تعرضها للإهمال وعدم الاهتمام من حيث تنظيف الينابيع وترميمها؛ مشيرا إلى وجود ينابيع قد تم طمرها نتيجة لفتح شوارع جديدة كما حصل في عين العصافير غرب سلفيت، وينبوع آخر قرب عين مغرفة جنوب سلفيت.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام