جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
تعاني محافظة سلفيت من كثرة المستوطنات وعمليات البناء الاستيطاني المتواصلة على مدار الساعة، الذي يستهدف المواقع الأثرية والتاريخية؛ كحال خربة قرقش التي تقع ما بين مدينة سلفيت وبلدة بروقين؛ حيث تعزلها مستوطنة "اريئيل" الصناعية من ثلاث جهات تاركة طريقا ترابية تصل إليها من بلدة بروقين. وتحاول بلدية بروقين جاهدة حمايتها وتعريف الزوار بأهمية موقع خربة قرقش، حيث يقوم رئيس بلدية بروقين المحامي نافذ بركات باصطحاب الوفود بين فترة وأخرى إلى تلك المنطقة المعرضة للمصادرة والتهويد؛ داعيا إلى العناية بها واعتبارها منطقة سياحية فلسطينية. ويشكو رعاة الماشية من طرد جنود الاحتلال والمستوطنين من المنطقة أحيانا؛ حيث يقول أحمد بركات: "مصانع "اريئيل" لا تكف عن التوسع، وقد يجرفون الموقع أو يحيطونه بأسلاك شائكة ويمنعوننا مستقبلا من دخول منطقة خربة قرقش" وهو ما حصل في مواقع عدة سابقا، عدا أنهم يطردوننا أحيانا ويقلصون مناطق الرعي. ويعاني أهالي محافظة سلفيت من سرقة آثارهم من قبل سلطات الاحتلال؛ وهو ما حصل من نبش عمال آثار تابعين لسلطات الاحتلال خربة الشجرة شمال سلفيت وسرقة آثارها، وعزل خربة دير سمعان شمال كفر الديك، وتزييف تاريخ مقامات كفل حارس واعتبارها آثار ومقامات وقبور لأنبياء بني "إسرائيل"؛ حيث يناشد الأهالي ترميم المواقع الأثرية والحفاظ عليها وتسيير رحلات مدرسية إليها لحمايتها. وبحسب وزارة الآثار الفلسطينية في تعريفها للمناطق الأثرية الفلسطينية؛ فان المنطقة الأثرية خربة فرقش يعود تاريخها إلى العصر الروماني والتي تتجسد معالمها الأثرية في عدد من البرك الرومانية المنحوتة في الصخر وبأحجام مختلفة. بدوره يشير الباحث خالد معالي، إلى أن خربة قرقش هي لوحة فنية جميلة منحوته في الصخر من العصر الروماني، مؤكدا على أهمية إدراجها ضمن الأماكن الأثرية في فلسطين، وإصدار نشرات تعريفية بتلك المنطقة وما تحتويه؛ حيث إن قربها من مصانع مستوطنة "اريئيل" يجعلها محط أطماع وأنظار المستوطنين. ولفت معالي أن الخربة تطل على السهل الساحلي في فلسطين المحتلة، ويوجد فيها عدد من الكهوف والبرك جوفت لتكون برك لجمع المياه ورسومات على الصخر وخارطة للخربة الأثرية، عدا عن آبار مياه وطرق وممرات. ولفت معالي إلى أنه يوجد في محافظة سلفيت قرابة 400 موقع أثري يدعي الاحتلال أن بعضها يعود لحقبتهم التاريخية الغابرة. ودعا معالي إلى ترسيخ الوعي بأهمية الآثار لدى الجمهور الفلسطيني، وإحداث نقلة نوعية في نظرة الناس للتراث من خلال إبراز قيمته التاريخية، وسرعة الحفاظ على المواقع الأثرية خاصة قرب المستوطنات، وفضح انتهاكات الاحتلال بحق المواقع الأثرية والحضارة والتاريخ الفلسطيني.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام