الأعياد اليهودية.. معول هدم للهوية المقدسية
في خطة ممنهجة على الصعيد الشكلي والجماهيري يقدم المستوطنون في القدس على تنظيم أعياد خاصة بهم يعطونها عدة أسماء، وهي كثيرة إلى حد باتت فيه المدينة المقدسة مرقصا مستمرا وتجمعا لليهود بحجة تلك المناسبات، الأمر الذي يعود بالأثر السلبي على المعنويات الفلسطينية هناك ،حيث يمنعون من الاحتفال وإقامة الفعاليات الدينية والوطنية ما يعني أن تلك السياسة تتساوق مع المنهج الإسرائيلي العام الذي يغير معالم القدس العمرانية والحضارية والثقافية.
تغيير إجباري
وبسير تلك الفعاليات وتنظيم الكرنفالات والمسيرات والحلقات الراقصة تتغير المعالم الثقافية العامة للمدينة المقدسة بالتزامن مع المنع الإسرائيلي لأي نشاط يبرز ثقافة الفلسطينيين هناك، ليضاف إلى هدف الطمس الثقافي هدف آخر يأخذ بعد التضييق وطرد المقدسيين من خلال الاعتداء المستمر على ممتلكاتهم ونصب معدات الأعياد أمام منازلهم والتشديد الأمني المرافق لتلك الفعاليات وممارسات المستوطنين المرافقة أيضا، كلها تجعل من حياة المواطنين تزداد جحيما يتطلب الخروج من تلك المربعات.
ويقول المواطن أحمد محيسن لـ"فلسطين": "إن الأعياد اليهودية باتت كثيرة كما أنهم يخترعون مناسبات جديدة في كل عام وفعاليات تقوم عليها تارة مؤسسة ما يعرف بأمناء الهيكل وجمعية نساء من أجل الهيكل ومؤسسات لليهود المتطرفين وغيرها من التجمعات وكلها تجعل من البلدة القديمة وأبواب المسجد الأقصى المبارك مسرحا لمهزلتهم التي تستخدم فيها الطبول ومكبرات الصوت والشتائم وتوتير الأجواء والملصقات ضد الفلسطينيين والمسلمين والعرب وهذا يتكرر في الشهر الواحد عدة مرات".
ويشير محيسن إلى أن المستوطنين يقدمون على ضرب الأطفال الفلسطينيين وتكسير المنازل والممتلكات والاعتداء على المقدسات في إطار فرحتهم في تلك الأعياد، حتى أنهم أحرقوا عدة منازل قبل شهرين في إطار أعيادهم التي يشعلون فيها النيران فرحة وعبادة على حد تعبيرهم.
من جانبه يقول المواطن زايد حسن لـ"فلسطين": "أسكن منطقة بير نبالا وأحمل الهوية المقدسية والمنطقة خارج حدود القدس وحينما أدخل للمدينة عبر الحاجز يكون هناك تشديد عسكري غير مسبوق بحجة الأعياد اليهودية ليدققوا في هويتي ومن معي في المركبة ويفتشوها بشكل دقيق وهذا الأسلوب يزيد من معاناتنا التي أصلا هي متفاقمة بفعل الجدار والإجراءات الأمنية المتواصلة والتي أضيف إليها تلك الممارسات المذلة بحجة تمتع المستوطنين بالأمن أثناء الأعياد التي لا تعد ولا تحصى".
ظلام الأنوار
ومن بين تلك الأعياد يبرز ما يسمى بـ"عيد الأنوار" والذي لا يعدو كونه مناسبة لمحو الهوية المقدسية وإضفاء أخرى يهودية غريبة على أزقة وحجارة القدس.
ويقول مدير مركز إعلام القدس محمد صادق لـ"فلسطين" :إن ما يسمى بعيد الأنوار هو فرصة يستغلها المستوطنون ودولة الاحتلال للرسم على جدران وأسوار القدس العتيقة عبر الليزر أو الأضواء العادية لإخفاء الهوية الحقيقية للمدينة.
ويبين بأن الرسومات التي يتم وضعها لا تعبر بشكل أو بآخر عن عروبة القدس وأصالتها بل يهدفون إلى تحويلها لمدينة يهودية، موضحا أن الاحتلال يحشد مستوطنيه في هذا العيد بشكل ضخم قرب أسوار وجدران القدس في محاولة لحذف أي طابع مقدسي عنها.
ويضيف: "في هذا العيد أيضا يقوم المستوطنون على تنظيم مسيرات استفزازية للمقدسيين في أزقة البلدة القديمة ويعتدون على التجار والفلسطينيين تحت حماية شرطة الاحتلال".
ويشير صادق إلى أن الأعياد اليهودية تندرج لعدة أقسام فمنها الدينية والقومية والعلمانية وجميعها يستغلها الاحتلال بكافة فئاته للتنكيل بالمقدسيين، وفي العامين الأخيرين شهدت المدينة اقتحامات متتالية للمسجد الأقصى المبارك تحت مسميات عدة.
ويتابع: "حتى في الأعياد العلمانية التي لا يؤمن بها المتدينون يقتحمون خلالها الأقصى ويحاولون تأدية صلوات تلمودية، فهم يريدون فقط تدنيس الأقصى واستغلال أي مناسبة لذلك".
المصدر: فلسطين أون لاين