وبهذا خرجنا للمجدل التي كان فيها ١٢ الف نسمه. مساحة اراضيها ١٠٠ كم٢. في الرابع من نوفمبر دخل الجيش الاسرائيلي الى المدينه التي قد أخلاها الجيش المصري. بقي في المدينه حوالي ثلاثة الاف نسمه الذين عاشوا في معزل (جيتو) حتى اكتوبر ١٩٥٠ تحت وطأة الحكم العسكري الذي اصبح أكثر صعوبه .أغلبية السكان طُردوا الى غزه وأخذوا تعويضات على أملاكهم . ١٥ عائله طُردت الى اللد ، عائله واحده (عائلة الخطيب) قد رجعت وبقيت تسكن هناللك حتى يومنا هذا (ربيع ابن عبدالله تزوج احد بناة هذه العائله). اشتغل سكان المجدل بالزراعه والغزل والتجاره.
سافرنا جنوباً وتوجهنا يميناَ الى شمال أشكلون ، وبعد ذللك سافرنا شمالاَ بإتجاه المجدل( هكذا كُتب على لافتة البلديه).
بعد فتره من ألزمن شاهدنا ساحه كبيره فيها عشب محروق على الجهه اليمنى للشارع. رأيت بوضوح قبر واحد- مقبرة المجدل. إتجهنا شمالاً الى المجدل واوقفنا السياره. بقيت مدينه كامله خاليه من السكان.
بجانبي الشارع الرئيسي (شارع هرتسيل) هدموا الكثير ، وما بقي سوى مساحات خاليه وبيوت متناثره هنا وهناك، وفي شارع هرتسيل بقيت كثيراً من البيوت والحوانيت . نوعية البناء القديم توحي بذلك . توجد حوانيت ومطاعم بأغلبية الشارع. الشارع يعج ، بالخلفيه موسيقى شرقيه، وقادمين جدد من الاتحاد السوفيتي ومن اثيوبيا.
زاوية شارعي الكرم وهرتسل هي مساحة الاخلاء حيث اجبروا السكان على الصعود للحافلات بطريقهم الى غزه ، في وارسو أسموها " اموشلاجفلاتش".
مسجد ألمجدل، (جامع الحسين) الجانب الشمالي للمسجد يُستغل كمطعم (يَُقدم فيه أيضاً مشروبات روحيه) وبجانب المحراب أقيم متحف لتاريخ اشكلون ولعرض اعمال فنيه. في المعرض لا يُوجد ذكر للمجدل وسكانها، لطبيعة واسلوب حياتهم كم كان عددهم وايضاً لم يكن ذكر لاخلاء اهل البلد العرب بعد قيام الدوله.
إستقبلنا فكتور وهو من مواليد المدينه ، ولد فكتور في شهر نيسان من العام ١٩٥٣ في شارع الكرم الذي يعتبر ضمن المدينه العربيه. حدثنا انه في هذه المنطقه كان يسكن العرب في شبه معزل حيث يذكره منذ طفولته. كما واخبرنا انه معاق حرب منذ حرب "يوم الغفران" وانه يعمل متطوعاً بصيانة البنايه. لقد كان لطيفاً وسأل عبدالله "كيف نصون لكم المسجد؟".
داخل المسجد توجد صوره لجنود جيش اسرائيل وهم يدخلون المجدل. تحت الصوره مكتوب "تحرير المدينه". فيكتور أشار الى الصوره ووصف ما حدث "باحتلال المدينه".
في المتحف توجد وثيقه تحمل في طياتها تغيير اسم المدينه من "المجدل" الى "أشكلون".
بعد خروجنا من المسجد مشينا قليلاً ووجدنا المدرسه التي أدارها عبدالله. لقد لقد كانت المدرسه صغيره وتعلم فيها٢٥٠ طالباً . ليس بعيداً من المسجد يوجد أيضاً مبنى كبير، في السابق كان مبنى فخم ، انه منزل يوسف تميم نجم. مبنى البلديه الحاكم قد تم هدمه.
ملاحظة مهمة: منقول حرفياً من كتيب ذاكرات اسدود ومجدل.. موقع ذاكرات، و أنا هنا أسجل تحفظي على ما ذكره الكاتب بأن أغلبية السكان اللذين طُردوا الى غزه أخذوا تعويضات على أملاكهم و الحقيقة هي أن لا أحد ممن هجر من أهل المجدل قد تلقى أية تعويضات وأنا على يقين بأن التعويض الوحيد الذي يقبل به أهل المجدل هو العودة الى مدينتهم وأراضيهم وبيوتهم التي سرقت ودمرت في المجدل....ربيع محمد التتري.