المواصلات:
لقد كانت الحيوانات أكثر وسائل النقل شيوعا في عين غزال أثنائ الثلاثينات وقبلها. فكان الحمار والبغل والحصان والجمل دور فعال في الأسفار ونقل المؤن والحصاد والتبن الماء ومواد البناء من مكان إلى مكان، كما كانت تستعمل في نقل الحبوب لطحنها في جبع في مطحنة بِلهِم الألماني أو إلى المنارة لطحنها في مطحنة توفيق وأحمد الأسعد. وكانت الطرق التي غالبا ما تسلكها تلك الحيوانات غير معبدة وتمتد إلى مسافة عدة كيلومترات. وكانت العربات التي تجرها الخيول قليلة وتستعمل في نقل المحاصيل وحجارة البناء وغير ذلك.
ثم ظهرت الدراجة الهوائية فالدراجة النارية فالسيارات. وكان في القرية دراجة نارية واحدة يسميها الناس الطٌَزطَُز أو الطَُبطُب لكون صوتها مزعجا يصك الأذان. وربما أول سيارة خاصة عرفتها عين غوال تلك السيارة التي كانت تجوب السهل والمقاثئ ويتبجح سائقها إسحق قرميد- الذي لم يكن من أهالي القرية – بأنه يستطيع بعضلاته القوية أن يوقفها عن السير وهي سائرة. ثم ظهرت الباصات والشاحنات. وكان أهل إجزم سباقين في إستعمال هذه الوسائل. فقد كانت لديهم شركة باصات مكوَنة من ست حافلات كما أصبح فيها في الأربعينات سبع شاحنات، فكان الناس ينزلون إلى السهل عند سفح العرنين كي يمتطوا باص عوض أبو عابد إل حيفا، وكان العمال يركبون الشاحنات من المطامير لتقلهم إلى معسكرات الجيش حيث يعملون بالبناء وشق الطرق والخدمات الأخرى.
ثم إن الطريق بين حيفا ويافا عبدت في الثلاثينات وأخذت السيارات من شتى الأنواع تجوب الآفاق شمالا وجنوباً وشرقا وغرباً ومع الزمن عبدت الطريق من هناك حتى المطامير وقد نمًت تسويتها على عهد المختار عبد القادر أبو زليخة حيث إتفق أهل القرية على أن يتطوع كل فرد قادر على العمل فيها بعمل يوم واحد وإستمروا على ذلك حتى تَم إنجازها وتعبيدها. وعندما تم لهم نشأت في القرية شركة باصات مساهمة.
الصحة:
ونذكر هنا ما كان يقوم به المجبرون من أهالي عين غزال ومنهم إسماعيل أبو جابر وعبد القادر أبو زليخة وراجح الجدعان وشحادة عبد الحق ومحمد الزامل وغيرهم، حيث كانوا يقومون بعملهم خير قيام فيجبرون كسور المكسورين بشكل يبارون به أمهر الجراحين في ذلك الوقت.
كذلك كان شائعًا في عين غزال طب الأسنان. نقول ذلك تجاوزًا إذ ما كان يتعدى تطبيبهم فيه المضمضة بالملح والتداوي بالقرنفل وخلع الأسنان المعطوبة. وكان المشهورين بذلك مختار القرية عبد القادر أبو زليخة، غير أنه ايضًا ام يكن يستعمل التخدير.
هنا لابد لنا أن نعرج على حالات الولادة في القرية حيث لم يكن هناك مختصون ولا مستشفيات ولادة وإنما كانت تقوم بالمهمة القبلات. وأشهر هؤلاء كانت زوجة عثمان عبد السلام المكناة بأم العبد وتدعى حمدة موسى الخضر وكذلك الحاجّة وربانة أم أحمد أبو الرقطي.
هذا وقد خرّجت القرية بعد الهجرة العديد من الجراحين وأطباء الصحة نذكر منهم مدحت سعيد الجدعان ومازن محمد الجدعان وكمال موسى العميص وصبري خالد السعيد ومعروف عيسى أبو حمد وأحمد محمد الجدعان وخالد عارف المصطفى وخلود زيدان السعد ومها عيسى أبو حمد ومي سعيد الجدعان وغيرهم.
المصدر: كتاب عين غزال-كفاح قرية فلسطينية
محمد راجع جدعان