قرية عين غزال
تقع قرية عين غزال جنوبي حيفا وتبعد عنها زهاء 23 كيلو متراً (شكل 4 ) وشماليها وعلى بعد خمسة كيلومترات من حيفا تقع قرية الطيرة التي كانت لأهميتها تسمى طيرة حيفا وطيرة الكرمل وطيرة اللوز لكثرة ما كان يزرع فيها من هذا الشجر. وكانت الأولى بين سائر قرى القضاء بعدد السكان. وهي مشهورة بزراعة الزيتون أيضاً، حيث غرس أهلوها فيها 4600 دونماً من هذا الشجر.
المستعمرات المحيطة بها:
1-مستعمرة بتاح تكفا.
2- مستعمرة الخضيرة.
3 -مستعمرة بنيامينا.
4- مستعمرة زخرون يعقوب (زمارين).
5- مستعمرة الشفيا.
6- مستعمرة أم الجمال.
7- مستعمرة عتليت.
أراضيها:
مصطفى الدباغ يذكر في كتابه ( بلادنا فلسطين ) أن مساحة أراضي القرية 18079 دونماً وأن منها للطرق والوديان دونماً وأن 424 دونماً منها تسربت لليهود.
المياه والآبار:
كانت المياه في عين غزال وفي القرى المجاورة شحيحة جداً. ولم تكن في الثلاثينات آبار أرتوازية مما زاد مما زاد في مشقة الحصول على الماء. غير أنه كانت هناك آبار متفرقة في القرية يستقون منها على ظهور الدواب ورؤوس النساء في جرار أو صفائح أو قرب. وكانت هناك عينان في وسط البلدة وبئر للعثامنة وبئر لدار تميس وأخريان لدار الصعبي ودار يوسف الإبراهيم وبئر في السوامر قوية ترد عليها المواشي فتشرب من بركة مقامة عليها. وكان الناس ينقلون الماء منها إلى القرية بواسطة الدواب. غير أن كل ذلك ما كان يكفي إلا بصعوبة مما زاد في عناء النساء اللواتي كن ينقلن الماء من مسافة كيلومتر على الأقل.
وفي الأربعينات أجمعت حارة العيوش على حفر بئر الحومة التي تقع أسفل القرية من جهة الغرب حيث يتكاثر شجر الزيتون. فقررت ست من العائلات حفر البئر والتعمق فيها لعلهم يصلون إلى نبع فياض. أما العائلات الست فهي آل العميص، وآل قاسم السعيد، وآل عبد الله الحماد، وآل راجح الجدعان، وآل مصطفى الأحمد، وآل علي الجدعان. فتعاقدوا مع عامل لبناني يلقب أبا العَقر الذي بذل جهداً جباراً في نقر الصخور بالوسائل القديمة المتوفرة لديه، وظل يحفر حتى بلغ عمق البئر ستة وعشرين متراً فإنبجس الماء وعمت الأفراح بين الناس. ولما بلغ الخبر سمع الحكومة جاءت بحفارات آلية وزادت في تعميق البئر فإنفجر من جراء ذلك نبع غزير مدت على أثر إنفجاره الأنابيب إلى الأماكن العالية في القرية حيث نصبوا هناك خزانات وحنفيات مما أثلج صدور النساء خاصة إذ خف عنه من جراء ذلك النصب والعذاب. بعد ذلك مدت الحكومة خطوط أنابيب إلى قرية إجزم التي كانت تعاني كثيراً من نزرة المياه.
ولقد تعشم الناس أن تمد الأنابيب إلى داخل البيوت فيزول عنهم كل عناء، غير أن الأقدار شاءت أن يجتاح اليهود القرية في عام 1948 ولما يكتمل هذا الحلم فذهبت كل طموحاتهم أدراج الرياح.
المصدر: عين غزال-كفاح قرية فلسطينية
محمد راجع جدعان