حيفا سنة 1922
إتساع المدينة:
قال جميل البحيري- من سكان حيفا – يصف مدينته سنة 1922، هي مدينة متسعة الأطراف، تصل غرباً الى رأس الكرمل وشرقاً الى نهر المقطع وشمالاً الى البحر. وجنوباً الى قمة الجبل. أما شوارعها فلا تزال – في وسط المدينة – ضيقة. أما فيما بني خارج السور فالشوارع أكثر إتساعاً.
الإحصاء السكاني:
ولم يجر بعدُ إحصاء لعدد السكان، وإنما تقدِّر الحكومة المحلية أن عدد السكان 24.000 نسمة: المسلمون 16.000، والمسيحيون 13.000 أما ليهود فمجموع عددهم (5000) خمسة آلاف نسمة وفيهم المهاجرون الذيت أتى بهم وعد بلفور الى حيفا.
التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين:
يعيشون كلهم بوفاق وسلام. وإنما التنافر واقع بين الوطنيين (المسلمين والمسيحيين) وبين اليهود (الصهيونيين) من جراء وعد .
الحالة التجارية:
أما حالتها اللتجارية: فقد كانت تجارة حيفا في زهو وإزدهار وتوسع مضطرد ولكن هذا المركز قد تضعضع من جراء الفصل بين سوريا وفلسطين ووضع الحواجز الجمركية. في حيفا تجار الحبوب، وهي تعد مستودع الحبوب لفلسطين وحوران... تشحن أغلالها الى أوروبا، وتستورد من أميركا وأوروبا ومصر البضائع التي تحتاج إليها البلاد.
أسست في حيفا سنة 1919 غرفة تجارية تُعنى بالحالة الإقتصادية... وكانت بادئ بدء مؤلفة من المسلمين والمسيحيين واليهود... ولكن اليهود إنسحبوا منها لأنهم لم يُلبوا الى طلبهم بنعيين مع كاتم الأسرار معاوناً منهم لإستعمال اللغة العبرية، وأسسوا لأنفسهم غرفة خاصة إعترفت بها الحكومة المحلية رسمياً.
المكتبات: أما المكتبات: فلم تعرف حيفا قبل سنة 194 مكتبة عمومية، فكانت المدارس تأتي بحاجتها من مكتبات أوروبا وبيروت. وفي سنة 194 إهتم الخواجة يوسف فارس آصاف بتأسيس مكتبة تحت إسم ( المكتبة الجامعة) وأقفلت مدّة، ثم أعيد تأسيسها بمشاركة بين المؤسس الأول وجميل البحيري سنة 1920. ثن إنفرد بها الأخير سنة 1921 وسماها (المكتبة الوطنية) وهي المكتبة الوحيدة سنة 1922 واول مكتبة يؤسسها حيفاوي تعنى ببيع الكتب المدرسية والعلمية والتاريخية والأدبية، وكل ما يلزم المدارس والتجار، وتستتورد بضائعها من بيروت ومصر وأوروبا، وبدأت بإيجاد مطبوعات خاصة بها بوصفها دار نشر. وأنشات مجلتها (الزهرة).
الجمعيات والنوادي:
جمعية الشبيبة المسيحية: ورئيسها أديب الجدع – تأسست سنة 1919 وهي جمعية أدبية تدور مباحثها في إجتماعاتها حول القضايا الأدبية. وجمعية النهضة الإقتصادية العربية وغايتها إنهاض البلاد علماً وتهذيباً وتعليماً وإقتصاداً.. وبدأت بتشكيل نقابة لكل مهنة وصنعة وفن ومن حملة النقابات (حلقة الأدب) لتعزيز اللغة العربية وتشجيع فن الخطابة، والنظر في كل نقيصة من نقائص حيفا الأدبي وإصلاحه ونشر الكتب الأدبية، ولا تقبل بين أعضائها إلا حملة الأقلام والخطباء ومن مارس فنّ الأدب نثراً ونظماً.
أما المطابع: فأول مطبعة في حيفا هي المطبعة الوطنية لباسيلا جدع سنة 1908 ثم جاءت مطبعة جريدة الكرمل سنة 1909 لنجيب نصار. ثم تبعها مطابع جريدة (النفير) لصاحبها ايليا زكا.. ولا يوجد غير هذه المطابع في كل ما جاور حيفا من المدن ، كعكا والناصرة.
الصحف:
يصدر في حيفا سنة 1922 أربع صحف، ومجلة.
الكرمل: جريدة عربية تصدر مرتين في الأسبوع، لصاحبها نجيب نصار وإشتراكها في فلسطين 125 قرش مصري و(150) في خارج فلسطين أنشئت سنة 1909 وتوقفت مدة أربع سنوات الحرب العالمية وعادت الى الصدور بعدها سنة 1920.. تدور مباحثها حول الوحدة العربية وعالجت القضية الفلسطينية معالجة أكسبت صاحبها إسم (أب فلسطين) لأنه أول من لفت الى الأنظار الى الصهيونية وأهدافها، وقد وضع كتاباً طبعه قبل الحرب.
النفير: جريدة عربية تصدر يوم الخميس من كل إسبوع لصاحبها إيليا زكا وإشتراكها في فلسطين مائة قرش مصري و125 في الخارج. أنشئت في الإسكندرية سنة 1902 حيث صدرت مدّة يومياً، وبعدها إنتقلت الى يافا حيث صدرت مدة سنة واحدة.
الطبل: جريدة عربية تصدر يوم الإثنين من كل أسبوع، لصاحبها إبراهيم محمد كريم وإشتراكها السنوي 125 قرش في فلسطين و(150) قرش في الجهات. انشئت سنة 1919 في الشام، وصدرت فيها مدة سنة واحدة، ثم إضطر صاحبها الى الإبتعاد بسبب الحوادث التي كانت بين الملك فيصل بن الحسين، والفرنسيين. وصدرت في حيفا مدة شهرين، ثم صدرت في القدس مدة عشرة أشهر، ثم رجعت الى حيفا. والجريدة فكاهية سياسية، وكثيراً ما تلبس الجدّ لباس الهزل لمغازي وطنية أو أمور شخصية.
السلام: جريدة عربية يهودية تصدر مرة في الأسبوع لصاحبها نسيم ملول (يهودي) ومباحثها إجتماعية وسياستها صهيونية، رغم إدعاء صاحبها أنه يهتم للتقريب بين الوطنيين والصهيونيين.
الزهرة: مجلة أدبية روائية أخلاقية تاريخية فكاهية. تصدر مرتين في الشهر، لصاحبها جميل البحيري. أنشئت أول ايار سنة 1921 بإسم (زهرة الجميل) وموادها: رواية مستقلة، ورواية متتابعة مع بعض أدبيات وقصائد وفكاهات.
أما في سنتها الثانية فصار إسمها (الزهرة).
المصدر: كتاب "حيفا جارة الكرمل وعروس فلسطين"
محمد محمد حسن شراب