حيفا – الإسم، والحياة
حيفا: كلمة عربية: نقول: حاف عليه (حيفاً) أي: جار عليه وظلمه، إذا كان من (حيف).
والأحيف: مؤنثه (حيفاء) وهو من الأمكنة ما لم يصبه مطر.
و(الحيفة) بكسر الحاء: خرقة يُرقع بها ذيل القميص: ومن معانيه (الطريدة) ومن معانيه (الناحية).
وكل المعاني السايقة يمكن تأويل افسم ليوافقها.. ولكني ارجح أن يكون الإسم آرامياً آخره ألف تدل على النعريف، أي (الحيف). وهناك إحتمال أن يكون الإسم مركباً من لفظين (حي+فيع) و(فيع) من جذر آرامي يقابله في العربية (الفيض) فالعين في الآرامية هي (ض) عربية.
ويكون معنى الاسم حيّ، أو مكان الكثرة والفيض والوفر.
الحال العمرانية في حيفا سنة 1904 و 1908:
|
عام 1904
|
عام 1908
|
المساجد
|
2
|
5
|
المدارس
|
6
|
13
|
الكنائس
|
11
|
6
|
الخانات
|
4
|
9
|
الحوانيت
|
390
|
928 و423 مخزناً
|
الفنادق
|
9
|
8
|
المستشفيات
|
2
|
4
|
الحمامات
|
-
|
1
|
المصابن
|
-
|
2
|
السكان
|
5318
|
5945
|
سكان حيفا واخلاقهم
قال جميل البحيري: لم يكن يزيد عدد السكان على الثلاثة آلاف نسمة: النصف مسلمون والنصف الآخر مسيحيون، من الروم الكاثوليك، بينهم نفر قليل جداً من الروم الأرثوذكس ومثله من اللاتين. يسكنون كلهم على السواء البيوت ذات القناطر المبنية بالتراب البيض، وهي أشبه الشياء ببيوت سكان القرى في أيامنا (1922) الحاضرة. ويعيشون جنباً الى جنب عيشاً بسيطاً رخياً هنياً رائدهم السلام وقائدهم افتحاد والوئام.
الحالة العلمية (العلوم):
قال جميل البحيري: كانت حيفا مكتفية بمكتب (كُتاب) صغير المسلمين في جامعهم . ومدرسة للمسيحيين في كنيستهم. يقوم الشيخ أو الشماس الذي هو الرئيس والناظر والأستاذ بتلقين الصغار مبادئ القراءة العربية وبعض سور القرآن عند المسلمين. والرسائل ومزامير داود عند المسيحيين. وعندما ينتهي التلميذ من هذه الكتب يعَد منهياً دروسه، فيرسل إلى والديه بإحتفال كبير ليعنيا بأمر تعليمه الكتابة على يد أحد كتبه دار الحكومة أو التجار. وهكذا فإنه لم يشتهر في حيفا أديب ولم يخرج لهذا التاريخ (1922) منها كاتب، ولم يسبق أن إشتغل أحد الحيفاويين بالأدب.
الأستاذ محمود العابدي يصف حيفا:
ومن أيام حيفا ذات التأثير الفعال في إقتصادها، أحد أيام سنة 1933 عندما إفتتح مدير شركة بترول العراق أنبوب الزيت، وصبّ في مستودعاتها لأول مرة، ويوم آخر من أيام الزيت، هو اليوم الذي بدأت فيه معامل التكرير عملها لتزويد الشرقين الأدنى والأوسط، وما فيهما من جيش الحلفاء، بأعز مادة ضرورية في حياة الحرب العالمية الثانية.
ومن أيام حيفا الخالدة يوم 31/10/1933، اليوم الذي دُشن فيه ميناؤها الحديث الذي صرف عليه المليون وربع المليون من الجنيهات، ليكون ثاني ميناء على البحر المتوسط بعد ميناء مرسيليا، حتى أصبح الشريان الحيوي لفلسطين والأردن وسورية والعراق وإيران، وغيرها من الأقطار الاسيوية.
فإذا أضيف لهذه الأعمال الجديدة ما كان فيها من أعمال البناء وإستخراج الإسمنت، والمغازل والمناسج اللباسية، تبين لنا قوة المغناطيس الذي كان يجذب إليها العامل العربي من سائر بلاد الشام.
المصدر: كتاب حيفا جارة الكرمل وعروس فلسطين
محمد محمد حسن شراب