حـيفـا
حيفا مدينة ساحلية في الطرف الشمالي للسهل الساحلي الفلسطيني، وميناء على البحر المتوسط، وهي ذات موقع جغرافي هام فالمدينة نقطة إلتقاء البحر المتوسط بكل من السهل، وجبل الكرمل. وقد جعلها البحر أكبر موانئ فلسطين. وجعلها السهل منطقة زراعية منتجة لجميع محاصيل البحر المتوسط، وأما جبل الكرمل فأكسبها منظراً بديعاً ومناخاً معتدلاً.
وصف عام لمناطق قضاء حيفا الطبيعية
يشتمل قضاء حيفا على منطقتين طبيعيتين، الأولى: منطقة الساحل وما يليه من السهل وقسماً من مرج بني عامر. والثانية: تضمّ جبل الكرمل.
السهل والساحل، فيه خليج عكا، أو خليج حيفا، ويقوم بين مدينة عكا وجبل الكرمل على مسافة 12 كم، ويدخل في البر لمسافة نحو اربعة كيلومترات. و(كان) ساحل الخليج رملياً تحيط به كثبان يتراوح إرتفاعها بين 15 , 55 متراً. وقد أقام عليه اليهود كثيراً من ةمستعمرانهم ومنشآتهم.
وفي الجنوب الشرقي من حيفا يصب نهر المقطع في الخليج. وأما حيفا فإنها تقوم في جنوب الخليج وعلى حضيض جبل الكرمل الذي يرتفع عند الساحل نحو (300) م وعند رأس الكرمل لا يزيد إرتفاع السهل عن 180 متراً ولهذا الخليج مناظر خلابة ومشاهده الجميلة من أجمل ما تقع عليه العين في فلسطين المحتلة.
وبعد (تل السمك) – في ظاهر راس الكرمل – يعود الساحل الى إتجاهه نحو الجنوب تغمره الرمال مع سلسلة من الضخور لمسافة 14 كم حيث تقع (عتليت) واما السهل الذي يليه فيعود الى إتساعه من نحو 365 متراً من الشمال الى إكثر من ثلاث كيلومترات بعد عتليت.
وتقوم عتليت القديمة على بقعة صخرية داخلة في البحر لمسافة 630 متراً تضم كثيراً من آثار العصور القديمة.
والساحل بين عتليت والطنطورة – 10 كم – صخري تتخلله خلجان صغيرة والطنطورة مثل عتليت، ميناء بحري قديم تتجمع أمامه جزر صخرية سوداء. والساحل بين الطنطورة وقيسارية رملي بوجه عام تنتهي فيه مياه الدلفي ، والزرقاء كما تقع جزيرة الحمام في منتصف المسافة بين القريتين وفي جنوب قيسارية تنتهي مياه واديي المفجر والإسكندرونة في البحر والساحل بين هذين الواديين – 8 كم – صخري تعقبه كثبان رملية صغيرة وكان يقيم على الأراضي الرملية الزراعية بين المفجر والإسكندرونة عرب النفيعات والفقراء، والضميري.
وتروي السهل الساحلي من قضاء حيفا أودية شتوية، وأنهر صغيرة وهذا ترتيبها من الشمال الى الجنوب:
1- نهر المقطّع: أحد أنهار فلسطين المستمرة الجريان، يصب في خليج حيفا.
2- وادي الطيرة: وادٍ شتوي صغير يحمل مياه الأمطار الهاطلة على التلال الواقعة شرقي الطيرة، وبعد أن يمر بهل ينتهي في البحر. ويعرف عند منشأه بإسم (وادي كساب) وقرب منتهاه بـ (وادي المصرارة).
3- وادي الفلاّح: وادٍ صغير تمدّه مياه الأمطار المتساقطة على ناحية خربة الشلالة، وخربة الدامون، وينتهي في البحر في ظاهر عتليت الشمالي.
4- وادي المغارة: وادٍ شتوي، تمده مياه الأمطار الهاطلة على تلال دالية الكرمل.. وينتهي في البحر بالقرب من خربة المالحة، بين عتليت والصرفند.
5- نهر الِّفلى – آخره ألف – والدفلى شجرة أو زهرة كالورد الأحمر وحمله كالخرنوب ولكثرته على أطراف هذا الوادي، أخذ الوادي إسمه ومن ثم النهر.. يصب في البحر على مسافة ميلين للجنوب من الطنطورة.
6- نهر الزرقاء: أو نهر التمساح، ينتهي في البحر على بعد ثلاثة اميال للشمال من قيسارية. القرب من تل مالات أو (الملاط) وقيل له نهر التمساح لأن التماسيح كانت تعيش فيه. وكان يقيم في جوار نهر الزرقاء عرب الغوارنة، وتعرف قريتهم بإسم قرية (جسر الزرقاء) وهي قرية باقية الى اليوم.
7- نهر المَفْجَر: تقيم في جواره عرب النفيعات وعرب الفقراء وعرب الضميري.
المصدر: كتاب حيفا جارة الكرمل وعروس فلسطين
محمد محمد حسن شراب