على شرف "معسكر التواصل مع مقدسات حيفا" نقدم لكم تقريرا حول المعالم الدينية الإسلامية للمدينة.
يوجد عدد من المعالم الدينية الإسلامية في أماكن متفرقة من مدينة حيفا. وقد ارتبط إنشاء بعضها بوقوع أحداث تاريخية مميزة.
1. المساجد
يوجد في مدينة اربعة خمسة مساجد، وهي: جامع الاستقلال، ومسجد الحاج عبد الله أبو يونس، والجامع الكبير أو جامع النصر، ومسجد حيفا الصغير.
أ. جامع الاستقلال: يقع في الحي الشمالي بالقرب من مقبرة الاستقلال، ويشرف على البحر, بني المسجد في قطعة أرض رقم 10842، قسيمة رقم 21 ، والتي تبلغ مساحتها 4.5 دونم تقريبا . يتكون البناء من طابقين، ومئذنة، وقد بنيت جدرانه بحجارة منتظمة القطع، وبالاسمنت. قسم الطابق السفلي بواسطة جدران إسمنتية إلى 18 مخزناً بمداخل واسعة لاستخدامها لأغراض تجارية، وقد تم تأجيرها واستخدمت عائداتها المالية في الإنفاق على شؤون المسجد. يتم الوصول إلى الطابق العلوي من خلال مدخل واسع يتوسط الواجهة الغربية، وباستخدام سلم حجري من ثلاثة مستويات . يتكون هذا الطابق، والذي تبلغ مساحته حوالي 830م²، من ثلاثة أجزاء، وهي: ساحة كبيرة استخدم جزء منها كمكتبة، وحمامات مع متوضأ، ومكان الصلاة. يتخلل واجهاته عدد كبير من الشبابيك المستطيلة والمنخفضة، وقليل من الفتحات المستطيلة أو الدائرية المرتفعة. ويوجد في جداره الجنوبي محراب مجوف، وعلى يمينه منبر خشبي. سقف البناء بالحديد والاسمنت بشكل مستوٍ، وتتوسط سقف قاعة الصلاة قبة نصف دائرية تستند على أربع دعامات حجرية. بنيت رقبة القبة من 12 ضلعاً بارتفاع 3,5م تقريباً، ويتخلل كل منها شباك يغلق بألواح زجاجية. شيدت المئذنة بالحجارة بشكل قلمي على سطح البناء عند الزاوية الجنوبية الغربية بارتفاع 8م تقريباً، وقد قسمت من الخارج بواسطة شرفتين بارزتين إلى ثلاثة أقسام. يوجد داخل المئذنة سلم حجري لولبي، وفي جدارها مجموعة من الفتحات الصغيرة، ومدخلان. تم ترميم الجامع بوساطة مؤسسة الأقصى لاعمار المقدسات الإسلامية، وبالتنسيق مع متولي الوقف في عام 2003م، وقد شملت أعمال الترميم استبدال الحجارة المتآكلة بحجارة من نفس النوع، وكذلك استبدال الكحلة القديمة بين حجارة الواجهات الخارجية بأخرى إسمنتية، بالإضافة إلى دهان الواجهات الداخلية، ومحيط القبة.
بني الجامع عام 1924م، وقد أوقف عليه قطعة أرض بمساحة 2 دونماً، و33 دكاناً، ودارين، ومقهى، وستة مكاتب. تولى الشيخ عز الدين القسام الخطابة، والتدريس في الجامع منذ تعميره، وحتى استشهاده في عام 1935م، ثم تولى شقيقه الشيخ فخر الدين القسام إمامته من عام 1935م وحتى عام 1948م. وقد لحقت أضرار بالجامع، وبمحيطه من جرّاء الغارة الإيطالية على حيفا في 21/9/1940م.(أي خلال الحرب العالمية الثانية).
ب. مسجد الحاج عبد الله أبو يونس: شيد المسجد في قطعة أرض رقم 10872، قسيمة رقم 433 ، والواقعة في حي الحليصة الواقع في الجهة الشرقية من مدينة حيفا. يتكون المسجد من أربع طبقات بمساحة كلية تصل إلى 680 م، ويحيط به ساحة مسورة. بنيت جدرانه الخارجية بحجارة واسمنت، أما الداخلية منها فقد شيدت بالاسمنت، وكسيت بطبقة قصارة إسمنتية، وطليت بالدهان الأبيض. استخدم الطابق الأول، والثاني مدرسة للتعليم، والثالث للصلاة، والعلوي للنوم. ترتكز سقوف الطوابق الأربعة بشكل مستوٍ على الجدران، وعلى أعمدة داخلية، ويتوسط سقف الطابق الثالث قبة نصف دائرية استندت على أربعة أعمدة. بنيت رقبة القبة من 12 ضلعاً بارتفاع 1,3م تقريبا، وقد قسمت بواسطة بروز حجري خارجي إلى مستويين؛ يتخلل السفلي منهما أربعة شبابيك، والعلوي 12 شباكاً تغلق بألواح زجاجية. ويعلو القبة من الخارج هلال معدني بارتفاع 60 سم تقريباً. يوجد في واجهات الطابق الثالث عدد من الشبابيك المعقودة بشكل موتور، أو مستوٍ على ارتفاعات منخفضة من الأرضية، ويتوسط الجدار الجنوبي محراب مجوف من الداخل ، وبارز من الخارج. بنيت المئذنة على سطح الطابق الثالث عند الزاوية الشمالية الشرقية بالحجارة المشذبة بشكل قلمي، وبارتفاع 13م. ويوجد في داخلها سلم حجري لولبي الشكل، وقد قسم جسمها من الخارج إلى خمسة أجزاء بواسطة شرفات بارزة يحيط بإطارها الخارجي سياج حديدي.
أنشىء هذا المسجد حوالي عام 1933م على أرض أميرية، وقد انفق على بنائه الحاج عبد الله أبو يونس من ماله الخاص. وبعد عدة سنوات من إقامة الصلاة فيه هاجر الحاج أبو يونس من حيفا وسكن دمشق دون أن يترك للمسجد مورداً ثابتاً يوفر نفقاته، الأمر الذي أدى إلى إقفال المسجد لفترة وجيزة حتى قام بعض المسلمين، وبشكل مؤقت بالإنفاق عليه من واردات أوقاف جامع الاستقلال. ولأن القائمين على الجامع الأخير لا يستطيعوا الاستمرار في تقديم العون، فقد توجه عدد من الغيورين بكتاب إلى المجلس الإسلامي الأعلى يطلبون فيه الحاق مسجد الحاج أبو يونس بهم بعد تسجيله في الطابو. وبعد احتلال حيفا أغلق المسجد، وأهمل، وأجّرت السلطات الإسرائيلية التسوية، والطابق الأول لأغراض السكن. تمكن سكان حيفا عام 1981م من إخراج المستأجرين منه، وترميمه، وإقامة الصلوات فيه ، وأجرت "مؤسسة الاقصى" عدة ترميمات فيه ، وهو اليوم عامر بالمصلين ، تقام به الصلوات الخمس وصلاة الجمعة .
ج. الجامع الكبير، أو جامع النصر( مسجد الجرينة): أنشىء الجامع في الجزء الشمالي من المدينة، على رقعة أرض كبيرة في قطعة رقم 10839 قسيمة رقم 27. تبلغ مساحة المسجد الإجمالية حوالي 1175م، ويتكون من ساحة مسورة، ومكان للصلاة، وغرف جانبية، ومئذنة (دُمرت المئذنة جراء قصف مدفعية الهاغاناه أثناء حرب 1948). يتم الدخول إلى الساحة من خلال مدخل عريض يتوسط غرفتين ملاصقتين لجدار الساحة من الخارج. ويوجد في الجزء الشمالي الغربي للساحة سبعة غرف مختلفة الحجم تستخدم لقضاء الحاجة، وللوضوء. بنيت جدران المسجد بحجارة متوسطة، وكبيرة الحجم، وباستخدام المونة الطينية في تثبيت مداميكها، وملء الفراغات بينها. يوجد في واجهات البناء عدد من الشبابيك مختلفة الحجم، والشكل، وعلى ارتفاعات مختلفة من الأرضية، ويتوسط جداره الجنوبي محراب مجوف. يتكىء سقف المسجد على الجدران الجانبية، بالإضافة إلى ركب ركنية، وجانبية، وكذلك على دعامات داخلية، وتشكل امتداداتها قباباً منخفضة أكبرها الوسطى. بنيت المئذنة بالحجارة بشكل مربع ابتداءً من الأرض، وانتهت على ارتفاع 12,5م بشكل مدبب، وقد قسم جسمها الخارجي بواسطة بروزات بسيطة إلى خمسة أجزاء يتخللها مداخل، أو شبابيك مختلفة الحجم، والشكل. ويوجد في جزئها السفلي مدخلان؛ أحدهما يفتح على المصلى، والثاني إلى الخارج (شكل 16- 17). والجامع في الوقت الحالي بحاجة إلى صيانة وترميم (شكل 18).
بنى القائد حسين باشا الجزائرلي الغازي هذا المسجد في عام 1189هـ/، وأوقف عليه داراً كبيرة تقع بجواره. وأوقف عليه الحاج أمين آغا إسماعيل في عام 1924م بيتاً كبيراً قائماً في المحلة الشرقية من حيفا. كما أوقف عليه الحاج حسين عبد القادر النعماني بيتاً، وقنطرة، وسقيفة صغيرة، بالإضافة إلى ثمانية دكاكين. وكذلك فقد أوقف عليه الحاج حسين بن خليل بك أرضاً في حيفا تبلغ مساحتها أربعة قراريط. كما أوقفت مجموعة من المسلمين أرضاً تبلغ مساحتها حوالي 70 دونماً في جهة سيدنا الخضر على هذا المسجد، وقد عرفت بادىء الأمر باسم أرض الخلوة، ومن ثم باسم أرض الجامع. قام المتبرعون بتطويبها على اسم إمام المسجد/ الشيخ محمد الخطيب.
د. المسجد الصغير: شيد عند طرف سوق المدينة والذي كان يُعرف بـ "الحسبة"، ومن المرجح أنه بني في فترة ظاهر العمر الزيداني، وذلك اعتماداً على ما ذكره الرحالة الإنجليزي بكينغاهام الذي زار حيفا عام 1816م، وذكر أن فيها مسجدان، وهما: المسجد الكبير، والمسجد الصغير. يتكون المسجد من ثلاث حجرات متصلة بمساحة تصل إلى 134م² ويقع في قطعة ارض رقم 10842 قسيمة رقم 12. بنيت واجهاته الخارجية بالحجارة، والمونة الطينية المخلوطة مع الشيد، والرماد، وحطام الأعشاب. يتم الدخول إليه عبر ثلاثة مداخل مرتفعة، وعريضة في الجدار الشرقي، وتكاد تخلو واجهاته من الشبابيك نظراً لاتساع المداخل. ويوجد في جداره الجنوبي محراب صغير مجوف. يتكىء سقف البناء المستوي من الخارج على الجدران، وعلى ركب ركنية، وجانبية، وتلتقي المتناظرة منها لتشكل تجويفاً بسيطاً على ارتفاع 3,5م تقريباً من الأرضية. بنيت المئذنة على سطح الجامع بارتفاع 7م، وبشكل قلمي. يوجد في داخلها سلم حجري لولبي، وقد قسم جسمها الخارجي بواسطة بروز حجري إلى قسمين.
في نهاية الفترة العثمانية قام الشيخ محمد بن الحاج خليل بتعميره، وإقامة الصلوات فيه، وخصص له ريعا يقوم على نفقاته لمدة اثنتي عشر سنة. وأوقف عليه الحاج أمين آغا إسماعيل داراً كبيرة بمحلاتها التجارية في المحلة الشرقية من المدينة.
على إثر حرب عام 1948م هاجر عدد كبير من سكان حيفا، فلم تعد الصلاة والشعائر الدينية تقام في هذا المسجد بانتظام، في 5/11/1977م هدم جزءاً منه ، وقام المسلمون بعد حوالي ست سنوات بترميمه، وهو اليوم مغلق ولا تقام فيه الصلوات.
2. المقابر:
يوجد في مدينة حيفا خمس مقابر إسلامية، وهي مقبرة البكوات، والمقبرة الغربية، والمقبرة الجديدة، ومقبرة الشيخ عيسى، ومقبرة الاستقلال.
أ. مقبرة البكوات: تقع في قطعة أرض رقم 10842، وقسيمة رقم 26، وتبلغ مساحتها حوالي 340م²، وهي ما زالت قيد الاستخدام. يوجد فيها عدد كبير من القبور، بعضها بني بصف حجري واحد، وغالبيتها مشيدة بالحجارة المشذبة على ارتفاعات متباينة. المقبرة محاطة بجدار إسمنتي ، ويوجد في جزئها الجنوبي بناية متوسطة الحجم تستخدم لحفظ أدوات حفر القبور.
ب. المقبرة الغربية: تبلغ مساحتها حوالي 8 دونمات، وكانت مثبتة في سجل ضريبة المدن في حيفا تحت قسيمة رقم 15 من بلوك 10821.
ج. المقبرة الجديدة: تبلغ مساحتها 47 دونماً. بنيت معظم قبورها بالحجارة على ارتفاعات مختلفة. ويشاهد على سطحها كثير من الأشجار، والأعشاب البرية.
د. مقبرة مقام الشيخ عيسى: تقع في محيط مقام الشيخ عيسى،و لم يعد سكان حيفا يدفنون فيها مطلقا.
هـ. مقبرة الاستقلال: تقع بمحاذاة مسجد الاستقلال، وهي مكونة من مقبرتين: الفوقا والتحتا، ويفصلهما شارع عام في قطعة ارض رقم 10842 قسيمة رقم 21 وهذا الشارع شقته السلطات الاسرائيلية على حساب المقبرة ، وتمت خلاله نبش وجرف مئات القبور). المقبرة محاطة بسور حجري يصل ارتفاعه إلى 2,5م، وهي ممتلئة بالقبور. وكثير منها مبني بالحجارة على ارتفاعات مختلفة، وقد كتب على شواهدها البسملة، وسورة، أو آية قرآنية، واسم المتوفى، وتاريخ وفاته. يوجد على أرض المقبرة بناء حديدي كان يستخدم لوضع أدوات حفر القبور.
المصدر: فلسطينيو 48