جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
"مخيمات اللجوء": هي أماكن لجأ إليها الفلسطينيون بعد عمليات التهجير القسري وعمليات التطهير العرقي التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بعد نكبة فلسطيني 1948، والتي فقد فيها الشعب الفلسطيني كل مقومات الحياة. وشكّلت النكبة عملية تحوّل مأساوي لحياة الشعب الفلسطيني بعد سلب أرضه ومقدراته وممتلكاته وثرواته، وما تعرض له الشعب من عمليات قتل ممنهج وتهجير على أيدي العصابات الصهيونية، حيث قاموا بطرد أهالي 530 مدينة وقرية وقبيلة عام 1948 بقوة السلاح، واستولوا على أراضيهم التي تبلغ مساحتها حوالي 18.6 مليون دونم، واقترفت تلك العصابات ما يزيد على 35 مجزرة لكي يتحقق لهم الاستيلاء على فلسطين. وبينت الملفات الإسرائيلية التي فتحت أخيراً أن 89 في المائة من القرى قد هُجرت بسبب عمل عسكري (وارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين)، وعشرة في المائة بسبب الحرب النفسية (نظرية التخويف وإثارة الرعب)، وواحد في المائة فقط بسبب قرار أهالي القرية، ولجأ الفلسطينيون إلى أماكن أكثر أمنًا بعيدًا عن قراهم وبلداتهم، حيث شكلوا تجمعات سكانية وأقاموا فيها. وتشتت الفلسطينيون في أعقاب النكبة وأقاموا في مخيمات للاجئين في بلدان ودول عربية عدة، وتولى الأهالي في الداخل الفلسطيني، والهيئات الخيرية المضيفة للاجئين خارج فلسطين، الإشراف على تلك التجمعات أو المخيمات، وتقديم الخدمات الأساسية والإنسانية من ألبسة وأغطية وخيام إبان النكبة حتى تأسيس وكالة الغوث الدولية التابعة للأمم المتحدة. وتقسم المخيمات الفلسطينية إلى مجموعتين: الأولى: أقيمت على إثر حرب 1948 ويسكنها اللاجئون الفلسطينيون ممن هجروا من فلسطينيي 48 الذين شردوا بعد هذه الحرب، ويبلغ عدد المخيمات واحدًا وستين مخيمًا، وهي منتشرة بصورة أساسية فوق الأراضي الفلسطينية واللبنانية، وتبلغ نسبتها (83.6 في المائة). أما المجموعة الثانية فتضم المخيمات التي أنشئت بعد حرب 1967 ويسكنها النازحون من الضفة الغربية وقطاع غزة بعد وقوعها تحت الاحتلال الإسرائيلي، وهي تشكل سًدس المخيمات الفلسطينية أي ما نسبته (16.4 في المائة) من مجموع المخيمات. وقد اعترفت الأمم المتحدة بمسؤوليتها عن اللاجئين الفلسطينيين، وكان هذا القرار مدخلا لقرار تشكيل وكالة هيئة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى في أيار (مايو) 1950، أو ما عرف بالمصطلح الشائع "أونروا" (UNRWA) وهو اختصار لاسم الوكالة باللغة الانكليزية. حيث أنشت "الأونروا" لتلبي حاجات اللاجئين الفلسطينيين الذين شردوا عن وطنهم إثر النكبة، وعرّفت الوكالة هؤلاء بأنهم "الأشخاص وأبناء وأحفاد الأشخاص الذين كانت فلسطين مكان إقامتهم العادية لفترة لا تقل عن سنتين قبل الصراع العربي - الإسرائيلي في سنة 1948، وفقدوا ديارهم وموارد رزقهم جراء ذلك النزاع". إلا أن الوكالة قلصت خدماتهم بشكل كبير مما أثر على اللاجئين بصورة مباشرة. وبلغ عدد المُهَجَّرين الفلسطينيين منذ 1948 حتى عام 2000 حوالي خمسة ملايين فلسطيني، إضافة إلى مليون من الضفة والقطاع محرومين من حق العودة إلى أراضيهم، حيث تمثل قضية اللاجئين أقدم وأطول مأساة إنسانية للاجئين في العصر الحديث. أما المساكن التي آوت اللاجئين فكانت الخيام، ثم استعيض عنها بغرف مبنية من الطين والحجارة، سقوفها من القصب والخشب وحصائر القش والتراب، وقد بنت وكالة الغوث الدولية بعض هذه الغرف وبنى اللاجئون أنفسهم البعض الآخر. أما المياه فكانت تمدد للمخيمات عبر صنابير تمتد خارج البيوت، ومن ثم ينقلها الأهالي على رؤوسهم. وشكّلت المخيمات إحدى أهم ما يميز القضية الفلسطينية كونها ماثلة للعيان منذ النكبة قبل أربعة وستين سنة. ورغم الاحتلال والتشريد؛ فإن غالبية الفلسطينيين لا زالوا يعيشون في أرض فلسطين التاريخية بما نسبته 46 في المائة من مجموعة الشعب الفلسطيني، و42 في المائة في الدول العربية المجاورة (الأردن، لبنان، سورية). أما الباقون (12 في المائة أي حوالي مليون شخص) فنصفهم يقيم في بلاد عربية أخرى، والنصف الآخر في أوروبا وأمريكا.
المصدر: فلسطينيو 48