جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
على مقعد الدراسة يجلس الطفل محمد سعد وبجانبه مقعد فارغ مُزيّن بإكليل من الورد تتوسطه صورة الشهيد نايف شعبان قرموط ابن ال14 عامًا. وكان طلاب فصل الشهيد بمدرسة سعد بن أبي وقاص شمال قطاع غزة ينتظرون قدوم الشهيد قرموط ويُمعنون النظر باتجاه مقعده، إلا أنّ صاروخ استطلاع إسرائيلي اختطفه من ذلك المقعد ليبقى فارغًا للأبد. وتحولت حياة الطفل سعد –صديق الشهيد- إلى حزن يلفه حنين للقاء صديقه العزيز على قلبه. يقول سعد بصوت المشتاق لصديقه: "كان الشهيد متعلق بالمساجد، ويقضي أغلب أوقاته في القراءة، وقبل استشهاده بيوم كنا معًا سعداء، ولكن الطائرات خطفته من بيننا". ويتابع: "صاحبي (صديقي) بريء لا دخل له بالمقاومة، لكن الاحتلال بحقده يغتال كل حي وميت ومتحرك وجامد وصحيح ومريض، (..) كان طالب مدرسة ليس أكثر، فهو من خيرة الشباب، كان كالنقطة في المصحف، نحتسبه شهيدًا عند الله". واستشهد الطفل قرموط وأصيب ستة آخرون بينهم طفلين بحالة حرجة في قصف إسرائيلي الاثنين بمحيط محطة الخزندار شمال القطاع استهدف مجموعة من طلبة المدارس أثناء عودتهم من المدرسة. ليتحول الطالب الصغير إلى شاهد على ظلم الاحتلال وشهيدًا عند الله عز وجل.
المصدر: وكالة صفا