يفصح جسر (جنداس) التاريخي في مدينة اللد عن تاريخها العربي، الذي تبدد منذ عام 1948، وعن استمرار تهويد المدينة، التي كانت توأما لمدينة الرملة، جارتها ومنافستها، والتي اصبحت عاصمة لجند فلسطين، بعد ان كانت اللد هي العاصمة.
ويبلغ طول الجسر المبني من الحجارة، في عهد السلطان المملوكي الاسطوري الظاهر بيبرس، 30 مترا، وعرضه 13 متراً وارتفاعه 6.5 مترا، وما زال مستخدما حتى اليوم.
ويعتبر هذا الجسر، الذي بُني عام 1273م، دليلا على تطور العمارة المملوكية في فلسطين، الذين اهتموا، بالأعمال العمرانية والانشائية، خصوصا في القدس.
عاشت اللد عصورا عديدة برزت في بعضها وتعالت واكتسبت اهمية، في حين دفعت في عصور اخرى ثمنا للصراع الذي بدا انه لا ينتهي بين الشرق والغرب ويتخذ اشكالا مختلفة، وبين الشرق والشرق ولكن المؤكد انها أصبحت مركزًا للمماليك في فلسطين، الذين جعلوها مركزًا مهما للبريد، واحدى محطات الحمام الزاجل.
ولا يوجد أدل من هذا الجسر البديع، على تلك المكانة التي اكتسبتها المدينة في عهد المماليك، والذي ما زال قائما ومستخدما وشاهدا على تلك الحقبة.
وتوجد على الجسر لوحة تذكارية تؤرخ لسنة البناء وللباني، محاطة بتمثالين لأسدين متقابلين، يشبهان الاسدين على باب الاسباط في القدس.
وحسب هذه اللوحة فإنه تم تشييد هذا الجسر بأمر السلطان الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري، ونفذ ذلك علاء الدين علي السوّاق، وذلك في شهر رمضان سنة 661 هجرية.
وهذا الجسر هو جزء من سلسلة جسور بناها بيبرس للربط بين مصر والشام لضمان التواصل بين الولايتين، واستمرار تدفق البريد،في ظل ظروف شديدة الحرج، حيث كان اعدائه الصليبيون مازالوا متحصنين في قبرص.
ويثير المشاهد للجسر منحوتتي الاسدين على جانبي النقش التذكاري، فالأسد الاول يظهر وهو يداعب فارا، اما الثاني فيظهر وهو يلوح به.
المصدر: يافا 48