ـ جُبُّ يوسف
الجُبّ: بمعنى البئر الكثيرة الماء البعيدة القعر. جمعها أجْباب وجِبَاب وجِبَبَة. وأما نسبتها إلى يوسف الصديق فرأي ضعيف. والأرجح أن البئر المذكورة هي التي تقع في موقع "الحفيرة" للشرق من قرية عرابة من أعمال جنين.
ويعرف الموقع المذكور باسم "خان جب يوسف" بمعنى أنه كان منزلاً من المنازل التي تستريح فيها القوافل التجارية. وقد ذكره المقدسي (الربع الهجري) في أحسن التقاسيم (ص 191 و192) بأنه كان محطة من المحطات الواقعة على طريق دمشق تليها منزلة (بانياس).
نزل صلاح الدين الأيوبي "جب يوسف" وهو في طريقه لمنازلة الفرنج في حطين. وذكر هذا الموقع "ابن بطوطة" ـ 756 هـ: 1355م ـ في رحلته بقوله: وقصدنا منها (طبرية) زيارة الجب الذي أُلقي فيه يوسف، وهو في صحن مسجد صغير وعليه زاوية. والجب كبير، عميق. شربنا من مائه المجتمع من المطر. وأخبرنا قيمه أن الماء ينبع منه أيضاً.
وقد مَرَّ الشيخ عبد الغني النابلسي بـ (جب يوسف) عام 1101 هـ. قال "هو على ثلاثة فراسخ من منزل جسر يعقوب. ثم زرنا قبر الشيخ عبد الله ، وعليه قبة لطيفة. وهو على حافة الطريق. وفي الجانب الآخر من الطريق بركة من الماء واسعة الأطراف. وهناك خان عامر البناء يأمن من يخاف. وعلى جب يوسف قبة لطيفة وبالقرب منه مسجد لطيف" .
وفي حزيران 1812م مَرّ بهذه البقعة الرحالة السويسري بيركهارت بما يأتي: (يقع خان "جب يوسف" في سهل ضيق، والخان آخذ بالانهيار بسرعة وعلى مقربة منه بركة وساعة. وهنا تُرى البئر التي يقال إن أبناء يعقوب ألقوا أخاهم يوسف. وهي في فناء صغير بجانب الخان، ويبلغ قطرها ثلاثة أقدام وعمقها ثلاثين قدماً على الأقل. وقد أخبرت أن قعرها منحوت في الصخر. وإلى أقصى ما يمتد إلى طرفي فيها بدت مبطنة بقصارة ملساء ومعيناً لا ينضب أبداً. وهي حالة تجعل من الصعب الاعتقاد بها كانت البئر التي ألقي فيها يوسف. والجبل بكامله في المنطقة المجاورة مغطى بقطع كبيرة من الحجارة السوداء إلا أن حجم الصخر الرئيسي كلسي، ويخدم المسلمون والمسيحيون بئر يعوب. وللأولين مكان عبادة صغير بالقرب منها مباشرة، وقلما تمر منها قافلة من المسافرين دون أن تتلو صلوات على يوسف. ويقع الخان على الطريق الرئيسية الممتدة من عكا إلى دمشق ويقيم فيه ستة من جنود المغاربة الذين يزرعون الحقول القريبة منه ومعهم عائلاتهم.
استقر "عرب السُّيّاد" في أراضي جب يوسف. كان عددهم في عام 1922م (59) شخصاً وفي عام 1931م بلغوا 93 ـ 46 ذ. و47 ث. ـ مسلمون ولهم 17 بيتاً. وفي عام 1945م ارتفع عددهم إلى 170 مسلماً. شتتهم الأعداء.
وكثيراً ما كان المجاهدون الفلسطينيون، في ثوراتهم المتعددة، ضد الحكم البريطاني اللعين ينقضون في منطقة جب يوسف على قوافل السيارة اليهودية وهي في طريقها إلى قلاعها تحت حراسة الجند البريطاني لها، فيقتلون العديد من ركابها وحراسها .
لقرية جب يوسف ـ المرتفعة 800 قدم عن سطح البحر والتي تبعد نحو 3 أميال عن "خربة كرارزة" المار ذكرها ـ أراض مساحتها 1325 دونماً. منها 95 للطرق والوديان ولا يملك اليهود فيها أي شبر. وتحيط بهذه الأراضي، أراضي قرى زحلق وعرب السمكية والقديرية والضاهرية الفوقا.
و"جب يوسف" موقع أثري يحتوي على "خان، صهريج فوق قبة، بركة" .
ومن المواقع التي تقع في أراضي "جب يوسف" خَرب "أَلْعَكَيْمَه" و"الشِّباك" و"الطباق" و"الخاطي" و"الرمتيّات" و"التوم" و"عبّاس" و"خربة خان الباشا".
المصدر: كتاب بلادنا فلسطين