تعد طبرية من المدن التي تزخر بالمعالم الأثرية والسياحية، وبالمواقع الطبيعية الخلابة كما تعد من المشاتي الجميلة في العالم، إلى جانب اكتسابها شيئاً من الهالة الدينية المقدسة إذ إن السيد المسيح قد عمد في نهر الأردن الذي يصب في بحيرة طبرية، وكان يستحم في البحيرة ويركب الفلك فيها. ويقال إن ضريح سيدنا سليمان بن داود موجود في وسط البحيرة في صخرة منقورة لها غطاء من صخر، وقيل إن هذا الضريح موجود في شرقي البحيرة، ولكن المشهور أنه في المغارة التي ولدها فيها السيد المسيح (عليه السلام) في مدينة بيت لحم وقيل إن الذي يقع في شرقي البحيرة هو قبر للقمان الحكيم وابنه، علماً بأن له قبراً في اليمن. ويزعم أيضاً أن قبر أبي عبيدة بن الجراح وزوجته موجودان في طبرية، وهناك رواية تقول إن قبره في الأردن (ولكن إذا ما عرفنا أن طبرية كانت عاصمة إقليم الأردن فإن كثيراً من الالتباس يزول)، وقيل إن القبر موجود في بيسان. وتذكر بعض الروايات أن قبر أبي هريرة يقع في لحف جبل طبرية، وهناك رواية أخرى تقول إن قبره موجود بالبقيع، ورواية أخرى تقول إنه في العقيق. وورد في بعض مصادر التاريخ أن قبر سكينة موجود في طبرية بيد أن هناك قبراً في المدينة المنورة يقال إنه قبرها، وجاء في بعض المصادر أن قبر عبيد الله بن عباس بن علي بن أبي طالب. وقبر معاذ بن جبل، وقبر كعب بن مرّة البهري، كلها موجودة في طبرية.
يوجد في طبرية عين من الماء تنسب إلى سيدنا عيسى (عليه السلام)، وكنيس الشجرة التي جرت فيها قصته من الصّناع.
وصف ناصر خسروطبرية بقوله: لطبرية سور حصين، ليس له حائط من جهة البحر. وفي بحيرتها سمك كثير، ومسجد الجمعة في وسط المدينة، وعند بابه عين ماء بني عند رأسها حمام ماؤه ساخن، وفي الجانب الغربي من المدينة مسجد اسمه "مسجد الياسمين" في وسط ساحة كبيرة بها محاريب وحولها الياسمين، وتحت هذه الساحة قبور سبعين نبيا قتلهم بنو إسرائيل.
فيها جامع في السوق، كبير، وفرشة حسن، مرفوع بالحصى على أساطين حجارة موصولة. وقال المقدسي في وصف طبرية: لها سور حصين يبدأ من الشاطئ، ويمتد حول المدينة، أما من جهة البحر فلا سور لها.
ومن الجدير بالذكر أنه كان في طبرية عند النزوح جامعان هما: الزيداني (الفوقاني) ويقع في سوق المدينة. بناه ضاهر العمر الزيداني عام 1156هـ = 1743م ولا يزال قائماً حتى الآن. والجامع الثاني هو جامع الجسر (التحتاني) الذي جدد عام 1280هـ = 1863م وقد حوله المحتلون اليهود إلى متحف محلي.
يوجد في المدينة قلعة تعرف بقلعة طبرية: رممها ظاهر العمر عام 1730، واستخدمت مقراً للدوائر الرسمية وأصبحت تعرف بـ "السرايا القديمة" وكانت تعرف بالسرايا الصفدية. وبنى فيها ظاهر العمر الجامع الكبير الفوقاني (الزيداني) عام 1156هـ، كما أضاف أجزاء جديدة لسور المدينة عام 1749م وأشاد كذلك جامعاً آخر في الحي الشمالي من المدينة اسمه الجامع الزيداني.
أما السور القديم فلم يبق منه سوى حوالي مئة متر، وعرضه خمسة وأربعون متراً تقريباً، أما ارتفاعه فهو (16) ستة عشر متراً. ويحوي حوالي (25) خمسة وعشرون برجاً إضافة إلى متراس وحاجز عال، ومزاغل لإطلاق نيران الأسلحة الصغيرة.
أنهار قسم منه بسبب زلزال عام 1837م الذي لم يبق من حصون المدينة سوى وظلت المدينة محصورة داخل السور حتى عام 1904 حيث. سمح للناس بالبناء خارج السور.
ومن المواقع الاثرية في ظاهر طبريه ما يلي:-
- كفرا
- قصر بنت الملك
- تل معون
- حنانة القسيس
- خربة القنيطرة
- خربة الغولية
- خربة المينا
- حجر النملة
- قصير سليمان
المصدر: كتاب طبريه/د.ابراهيم يحيى الشهابي