يعتقد أن اسم مادما جاءت من أصل كلمة (مادبا) العربية الكنعانية بمعنى مياه حيث أشتهرت المنطقة المجاورة للقرية بكثرة الينابيع في العهد الكنعاني، تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة نابلس وتبعد عنها حوالي 7كم، وتقع غربي بورين وعلى بعد كيلومتر واحد منها ترتفع عن سطح البحر 500م، وتبلغ مساحة أراضيها الكلية 3400 دونم. ومساحتها العمرانية حوالي 600 دونماً يحيط بأراضيها قرى بورين، تل، عصيرة القبلية، يصل إليها طريق محلي معبد يربطها بالطريق الرئيسي نابلس – القدس طوله 4كم، ويزرع في أراضيها الحبوب والأشجار والزيتون والفواكه ولا سيما التين واللوز.
قرية مادما الواقعة على بعد 12كم جنوب مدينة نابلس ويبلغ عدد سكانها حوالي(1900 ) نسمة يسكنون في (270 ) بيت وتبلغ مساحة قرية مادما( 3361 ) دونم وتوجد في القرية مدرستان واحدة للذكور والأخرى للإناث ومستوى التعليم في القرية جيد جداً كما يوجد في القرية عيادة صحية مجهزة ببعض الأدوات الطبية إلا أنه لا يوجد طاقم طبي فيها و يقتصر عملها على الحملات الطبية التي تقوم بها جمعية الإغاثة الطبية من حين لآخر والتي لا تلبي احتياجات الناس العلاجية. ومن المؤسسات الموجدة في القرية النادي ويصنف على أنه نادي ثقافي واجتماعي ورياضي.
أما بالنسبة للوضع الاجتماعي والاقتصادي فإنه كغيره في المنطقة مترد للغاية حيث أن نسبة البطالة تبلغ حوالي 70 % ( حيث أنه كان في الماضي حوالي 90 % من القوى العمالة يعملون داخل الخط الأخضر ) ولا يوجد مصدر دخل للكثير من أسر القرية سوى الاعتماد على المساعدات الخارجية و الداخلية من المؤسسات الأهلية والحكومية.
أما بالنسبة للزراعة ( كون السكان مزارعين و فلاحين ) فأننا لا نبالغ أن الدخل الزراعي لأبناء القرية قد وصل إلى درجة قريبة من الصفر بسبب عدم قدرة المزارعين على تسويق منجاتهم نتيجة للإغلاق ولإجراءات الاحتلال من مصادرة الأراضي لشق الطرق الالتفافية وبناء المستوطنات وإقامة نقاط المراقبة العسكرية والتي تعيق المواطنين من الوصول إلى الأراضي القريبة منها وحتى المناطق البعيدة والتي أصبحت في مرمى الجنود الإسرائيليين.
أما بالنسبة لموضوع المياه فان المعاناة التي نواجهها في الحصول على مياه صالحة للشرب وخاصة في فصلي الصيف والخريف هي معاناة كبيرة جدا حيث انه لا يوجد في قريتنا أي مصدر مياه نظيف نستطيع أن نزود منه المواطنين بما يحتاجونه من مياه الشرب حيث يعتمد المواطنون بشكل أساسي في الحصول على احتياجاتهم من الماء على آبار الجمع التي عادة تكفي فقط لغاية نهاية شهر أيار حسب كمية الشتاء لكل عام وبعدها تبدأ المعاناة وتستمر حتى حلول الشتاء القادم كما أن عددا لا بأس به من أسر القرية لا يوجد لديها خزانات مياه للشرب عدا عن عدم وجود آبار جمع للزراعة عند الغالبية العظمى من مزارعي القرية كما أن تلوث مياه الينابيع واعتداءات المستوطنين المتكررة عليها وتخريبها وتكسير أنابيبها وإلقاء النفايات بداخل آبار النبع وخصوصا بئر “عين الشعرة ” القريب من مستعمرة يتسهار مما يؤدي إلى انتشار العديد من الأمراض والأوبئة مثل اليرقان والأميبيا كما أن النبع الآخر الموجود في وسط القرية “العين الشرقية” غير صالح للاستهلاك البشري بسبب نسبة التلوث العالية فيه. إن هذا الوضع يكاد لا يحتمل ويثقل على كواهل المواطنين نظرا لزيادة أسعار المياه وخصوصا المياه المنقولة بالصهاريج لكونها تسلك أحيانا طرق وعرة جدا مما يضاعف أسعارها.
إن الحل الحالي الوحيد للعديد من الأسر الفقيرة في القرية هو شرب هذه المياه الملوثة او في أحسن الأحوال الذهاب إلى نبع قرية عراق بورين الذي يبعد عن قريتنا حوالي 2.5 كم والواقع خلف الشارع الالتفافي الذي يطوق القرية لإحضار أربع جالونات من الماء على الدواب وقصص الأهالي مع جنود الاحتلال تكاد لا تحصى– منعهم من الوصول إلى النبع، إطلاق نار عليهم، مصادرة الجالونات المعبئة أو الخالية من المياه وأحيانا سكبها على الأرض بعد رحلة عذاب قد تمتد أربع أو خمس ساعات.
كما ويوجد في قرية مادما مسجدين المسجد الجديد وسط القرية والمسجد القديم كما ويوجد في مادما مجلس قروي وكذللك صالة للافراح إضافة مركزين ثقافيين مركز الشهيد يامن فرج الثقافي مركز دارنا الثقافي.
ويوجد في وسط القرية نصبين تذكريين للشهداء القرية وشهداء الثورة الفلسطينية على راسهم الرمز الراحل (ياسر عرفات "أبو عمار" وخليل الوزير "أبو جهاد").