جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
كنا صغارا وكانت جدتي تجمعنا حول بابور الكازوكانت تجبرنا على سماع مغامراتها في عجور من عملها للاكلات الشعبية للحصيدة لعمل المفتول لوصف الخرب وعمورية عن رجولة اجدادنا عن خوف المرأة من اهمل رجل في العيلة؛ وكانت توصف لنا البيدر والسناسل والحارة وكم عند فلان حلال وكانت تحكي قصة جبينة وابو رجل مسلوخة . كانت متعلقة بكل جوارحها في عجور كانت احيانا تضحك واحيانا تبكي كنت اتمنى شوفتها وكنت اكبر ويكبر الحلم بشوفتها وتحقق الحلم في نهاية 1999 وزرتها وعندما اقتربت من اراضيها شممت رائحة لم اعرف مصدرها؛ بعدها عرفت انها رائحة جدتي الزكية كانت نسمات البيادر تهب علي بعبقها المختلط براتحة عرق اجدادنا وكنت اسمع اصوات الرجال وهم يتسامرون في الحارة واصوات الحلال وهي تثير الغبار وخرير المياه العذبة وصوت الرعاة وهم يتغزلون بحلالهم ومشاهد السناسل بمنظرها كأنها لوحةَ فنية وأغاني الاطفال وهم يركضون بشوارع عجور وصوت الأذان وهو يصدح بصوت الشيخ ابو غزالة تجولت في سهولها واستمتعت بمنظر خربها .....وشعرت أن البيوت ما زالت قائمة والعقود كذلك وتمنيت انني لو عدت الى ذلك الزمن القديم لأشعر بأني اعيش فيها بين ناسها الطيبين والذكريات الجميلة. وجدتها أجمل من الوصف الذي كنت اسمعه رغم الدمار والخراب الذي لحق بها من المحتل الإسرائيلي وسنعود بإذن الله.