كان الطريق الذي يتفرع عن ساحة المنزول ويتجه شرقا من مقهى حسن الخطيب حتى الطريق العام يسمى طريق تحت البلد. وكان أقصر من الطريق الى العين وأكثر انحدارا، وهو الطريق الوحيد الذي كان يتسع لمرور السيارات فيه. وكانت هناك زريبة للمواشي عند أوله من جهة الساحة قبالة المقهى، وكانت عليه دكانتان ومنازل عديدة، وكانت المنطقة السكنية الواقعة الى الجنوب من تحت البلد تعرف بالرمل.
طريق ضيِّق على الشاحنات
كان سائق السيارة يجد صعوبة وهو يقود سيارته على هذا الطريق، خاصة عندما يصل الى زاوية أحد المنازل هناك كانت هذه الزاوية غائرة في جنب الطريق وكان يجد مشقة في تجاوز هذه الزاوية بسلام ، خاصة إذا كانت سيارته شاحنة كبيرة، وكان من هذه الشاحنات تلك التي تحمل المرطبات والواح الثلج الى مقاهي الساحة، وتلك التي تحمل البضائع الى الدكاكين والمتاجر.
وكانوا في الزيب يقولون أوُطمْبيل ولا يقولون سيارة .
زريبة المواشي
كان هناك زريبة للمواشي عند أول الطريق من ساحة المنزول الى تحت البلد، وكانوا في الزيب يسمونها السـيرة بكسر الراء، وهي مكشوفة لا سقف لها.
كانت هذه الزريبة واسعة وأرضها ترابية ووعرة وفيها انحدار قليل باتجاه الشرق. وكانت تنبت في ارجائها الأعشاب والأزهار البرية في فصل الربيع. وكان تجار المواشي يأتون اليها بأغنامهم وأبقارهم من قرى مجاورة، خاصة تجار الأغنام كانوا يأتون ومعهم الرعاة، فيبقى هؤلاء مع المعز والضأن في الزريبة.
حيّ الرمل
كان حي الرمل على الطرف الجنوبي للقرية الى الغرب من الطريق العام، والى الشرق من البحر. وكان يفصله عن البحر شاطئ رملي عريض وكان يمر بالقرب من هذا الحي خط سكة الحديد في حي الرمل كانت المنازل متباعدة تتخللها اشجار العنب والحرير والكينا وأحواض يزرعون فيها الفجل والبصل والثوم والنعنع والبقدونس والكزبرة.
طبيعة الأرض في حي الرمل كانت مختلفة فهي سهل ليِّن دهْـس لا هو رملي تماما ولا ترابي تماما. وحي الرمل كان المجال الذي توسعت فيه القرية جنوبا مع الوقت ومع تكاثر السكان، كما توسعت شمالا في منطقة البيادر.
الطريق الى الحارة القبلية
الطريق الى الحارة القبلية تبدأ من ساحة المنزول وتتجه جنوبا حتى تصل الى مطلّ على البحر. هذا الطريق منحدر كجميع الطرقات الرئيسية والمتفرعة عن الساحة . وانحداره يشتدّ بين المطلّ ورمل الشاطئ . وكان على الطريق الى الحارة القبلية بالإضافة الى المنازل،دكان ، وملحمة ، ومعصرة زيتون ، وفرن .
معصرة الزيتون
كانت معصرة الزيتون على الضلع الشرقي لساحة الفرن، وكانت معصرة كبيرة ومكان تلاقي وفرح في مواسم عصر الزيتون.
يأتي النسوة والصبايا الى المعصرة حاملين قفف الزيتون على الرؤوس والخواصر، وبينما هن ينتظرن في مجموعات من اثنتين أو أكثر انتهاء رجالهن من عصر الزيتون.
فرن عودة
كان فرن عودة الفرن الوحيد في القرية وكان هذا الفرن يستقبل النسوة وعلى رؤوسهن أطباق القـشّ الواسعة وعليهاالخبز أو الفطاير أو كعك العيد أو صواني العجـّة أو الكفتة أو الكبـّة أو السمك أو المناقيش بالبصل أو المناقيش بالزعتر.
وكانوا في الزيب يقولون خبز مْحمّر بدل مناقيش بالبصل ومناقيش، بدل مناقيش بالزعتر، ولم يضيفوا كلمة الزعتر لأن كلمة مناقيش لم تكن تعني لهم شيئا غير المناقيش بالزعتر.
"الزيب كما عرفتها"