تاريخ قرية دنة
دنة قبل سنة 1948
كانت القرية تقع على السفح الشمالي الشرقي الأعلى لوادي دنة، وهو متفرع من وادي البيرة. ولربما كانت مبنية في موقع قرية تنعام التي تعود الى العهد الروماني.
وكانت طريق فرعية تربطها بطريق العفولة- بيسان العام، كما أن خط أنابيب النفط التابع لشركة نفط العراق، كان يمر بأراضي القرية في طريقه إلى حيفا.
في سنة 1596 كانت دنة قرية في ناحية شفا (لواء اللجون) وفيها 28 نسمة. وكانت تدفع الضرائب للدولة العثمانية على عدد من الغلال كالقمح والشعير, بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج كالماعز وخلايا النحل. وقد أتى الرحالة السويسري بوركهارت، الذي مر بالمنطقة في أوائل القرن التاسع عشر, الى ذكر القرية, لكنه لم يصفها.
في أواخر التاسع عشر كانت قرية دنة تقع على سفح تحيط به أراض قابلة للزراعة، وكان ثمة نبع وحوض للمياه الى الغرب منها، وكانت منازلها مبنية بالحجارة والطين،وكان شكل القرية مستطيلا، ضلعاه الأطولان يأخذان اتجاها جنوبيا شماليا.
في عهد الانتداب البريطاني توسعت القرية، وبنيت فيها منازل جديدة بالحجارة والطوب في موازاة الطريق المؤدية الى قرية كفرة المجاورة.
وفي تلك الفترة، كانت دنة تعد مزرعة بحسب تصنيف (معجم فلسطين الجغرافي المفهرس) .
وكان فيها بضعة متاجر صغيرة، ومسجد فيه مقام الشيخ دانيال.
وكان نبع القرية يمد سكانها بالمياه، وكانوا جميعهم من المسلمين، ويعمل معظمهم في الزراعة البعلية.
في 1944 /1945 كان ما مجموعه 5097 دونما مخصصا للحبوب، و 14 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين.
وكان العشب والنبات المورق ينموان على سفح الجبال المجاورة وقممها، ويستخدمان مرعى للمواشي.
دنة بعد سنة 1948
طرد سكان دنة في 28 /أيار/ مايو 1948 يوم نقل الجيش الصهيوني من تبقى من سكان مدينة بيسان المجاورة الى الناصرة، وكان لواء غولاني هو المسؤول عن احتلال وادي بيسان والقيام بعمليات الطرد هذه.
ويقول المؤرخ الصهيوني بني موريس إن تدمير القرية بدأ مع حلول أيلول/ سبتمبر 1948.
كان عدد سكانها آنذاك 220 شخصا .وكان بيدهم ستة آلاف دونم من البساتين المروية والأرض المزروعة بالحبوب ، وكان فيها 41 بيتا ،ومسجدا واحدا ومقام .
تحيط بها أراضي قرى البيرة ووادي البيرة وكفرا والطيبة والطيرة.ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالى (1353)نسمة.
دنة اليوم
إن مقام الشيخ دانيال الموجود في القرية المهجرة قد حوله اليهود الى مقام ديني لهم ووضعوا فيه الشموع والكتب وقاموا بطلاء القبر وخلع قطعة الرخام التي عليها اسم المقام وتزييفها بقطعة رخام جديدة مليئة بالكذب والزور والبهتان . ، بحيث لم يبق الا المقام المذكور شاهدا على المجازر والجرائم .
تنمو اليوم الأعشاب والشوك والعليق والصبار حول ركام الأنقاض في موقع القرية. كما تنمو الأعشاب الكثيفة في الوادي وقرب النبع. أما الأراضي في المنطقة فيستغلها مزارعون إسرائيليون. وأما المقام فيرتاده المتدينون اليهود كمزار مقدس لهم .