حسن مواسي
قرية أم الفرج إحدى القرى التي دمرها الصهاينة عقب نكبة العام 1948. وتقع على بعد 10 كيلومترات إلى الشمال الشرقي من عكا و4 كيلومترا إلى الشرق من خط الساحل.
اشتهرت القرية بزراعة الحمضيات حيث كانت 92% من اراضيها مغطاة بتلك الاشجار، وكانت تكثر بين بيوت القرية أشجار الزيتون والتين والتوت والرمان والعنب، وبعض هذه الأشجار لا يزال حيا ومثمرا حتى الآن.
وأم الفرج على عكس معظم القرى الفلسطينية المقامة عادة على قمم الهضاب أو سفوح الجبال، تقع داخل السهل الممتد بين هضاب الكابري وسهل عكا، حيث كانت تقوم على تلة صغيرة في رقعة مستوية من سهل عكا وكان يعبرها الطريق العام الذي يربط ترشيحا بمستعمرة نهاريا ومدينة عكا، ويعود تاريخ أم الفرج إلى العهد البيزنطي، ولكنها ازدهرت بشكل خاص في فترة الحروب الصليبية، وقد دعاها الصليبيون "لوفييرج"، مشتقين ذلك من الكلمة العربية "الفرج"، والاسم قد يكون مستوحى من موقع القرية، اذ هو عبارة عن انفراج سهلي بين هضاب الكابري الواقعة على خط التماس بين السهل الساحلي وجبال الجليل الغربي.
حتى نهاية القرن الثامن عشر كان يسكن في أم الفرج مجموعة من التتار القفقاسيين، وهم من الشيعة، قدموا إليها في الفترة الصليبية، حيث يذكر المؤرخ الفلسطيني مصطفى الدباغ أن "صاحب السلوك لمعرفة دول الملوك" ذكر أن الملك الأشرف (ثامن ملوك المماليك البحرية) أوقف قرية "الفرج" مع بعض القرى المجاورة للمدرسة الأشرفية في مصر، ثم بتأثير المماليك تحول سكانها إلى ان سقطت أم الفرج بيد العصابات الصهيونية في نهاية عملية "بن عامي" في 21 ايار (مايو) 1948، وكانت الأوامر التي أصدرها قائد لواء كرميلي للقوة التي هاجمت أم الفرج تقضي بقتل الرجال وتدمير القرية وحرقها، وهذا أدى إلى تهجير معظم أهل القرية إلى لبنان. ولكن 25 من عائلاتها الـ210 رفضت النزوح وتشبثت بالبقاء في منازلها.
حاول المستوطنون إغراء من تبقى من أم الفرج بالرحيل إلى مكان آخر، ولكنهم رفضوا بإصرار بطولي حتى منتصف عام 1953، وعندما يئست السلطات من إصرار أهالي القرية، بدأت بإجبار السكان على الرحيل حيث قطعوا المياه والمواصلات عن القرية، وإزاء صمود أهل القرية قامت قوات الجيش بمهاجمة القرية وهدم بيوتها وحرق محاصيلها وترحيل أهلها، فانتقل هؤلاء إلى عكا والقرى المجاورة وما زالوا فيها.
لم يبق من القرية سوى المسجد، الذي ظل بمحرابه ومئذنته يستعمل كحظيرة لأبقار المستوطنين حتى 12 كانون الاول (ديسمبر) 1997، حيث قام مستوطنو بن عامي بهدم المسجد.
يمكن مشاهدة الكثير من الأشجار التي ربما يعود تاريخها إلى ما قبل تدمير القرية، أما الأراضي المجاورة فمزروعة وثمة بستان للموز تابع لمستعمرة بن عمي.
انشأت السلطات الاسرائيليةء مستوطنة بن عمي في العام 1949 على أراضي القرية.
جريدة المستقبل - الاثنين 4 نيسان 2011