عمد الصهاينة الغزاة في احتلال القرى و المدن الفلسطينية إلى أسلوبهم القديم في البطش و القتل الجماعي,وذلك من أجل تفريغ البلاد من سكانها الأصليين بإتباع المفاجأةوأسلوب الانقضاض السريع وكثافة النيران وقتل الأطفال أمام ذويهم , وبقر بطون النساء وذبح الشيوخ وكسر الجماجم بالبلطات .. إنهم يستلهمون هذه الوحشية من التوراة فقد جاء فيه( إذا لم تطردوا سكان الأرض من أمامكم يكون الذين يستبقون منهم أشواكا في أعينكم ومناخس في جوانبكم ويضايقونكمعلى الأرض التي انتم ساكنون فيها ) وجاء في التوراة أيضاً ( وحين تقترب من مدينة لكي تحاربها فأعرض عليها الصلح فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعوب الموجودةفيها تكون لك للتسخير وتستعبد لك .وإن لم تسالمك وعملت معك حرباً فلتحاصرها وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف , وإلى مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك فلا تستبق منها نسمة واحدة ) .
وطبقاً لهذه التعاليم فقد قام العدو الصهيونيبمذبحة كبرى تقشعر لها الأبدان لدى احتلاله لقرية عجور حينما أقدم على ذبح جميع الشيوخ والأطفال و العجزةالذين تبقوا في القرية , وقام بكسر جماجمهم بالبلطات ثم احرقوهم داخل حوش احمد النوري كما سيأتي شرحه .
كيفية الاحتلال
_____________
بعد احتلال قرى التينة، اذنبة، سجد ، تل الصافي، وجليا أصبحت قرية عجور في مواجهة العدو الصهيوني وكان أول هجوم شنته العصابات الصهيونية في منتصف شهر رمضان تموز (1948) وكان مع آذان الإفطار,حيث قام بإمطار القرية بوابل من قنابله الثقيلة ورشاشاته السريعة, وكان الهجوم من الجهة الجنوبية الغربية وقد شاهد أهل عجورطلقات التنوير و الإضاءة الكاشفة و القذائف المضيئة وهي تنصب كالحمم على القرية, وقد صمد المجاهدون أمامهم ولم يستطع العدو فتح أي ثغرة , ودافعوا دفاعاً مستميتاً بكل ما لديهم عن عجور, حتى اضطر العدو التقهقر خائباً عائداً لقرية تل الصافي قبل طلوع الفجر وقد فرح الأهالي بهذا الانتصار ولعبت الأسلحة الجديدة التي اشترتها القرية دوراً أساسياً في صد العدو ومقاومته.
وعاد العدو ثانية بهجوم كثيف واخذ جنوده يزحفون تحت تغطية كثيفة من النيران في آخر شهر تموز ولكنه فشل أيضاً أمام الصمود البطولي لمناضلي القرية وتلاه هجوم ثالث في نهاية شهر آب من عام 1948 واتبعه العدو بهجوم رابع في شهر أيلول وباءت كل محاولاته بالفشل وكان كل مرة يترك الطرقات مليئة بالدماء أمام دفاعات أهل القرية و الجيش المصريو المتطوعين العرب .
بيد أن السكان قد استيقظوا صباح يوم الجمعة الموافق 22/10/1 على أصوات المدافع الثقيلة وهي تدك قرى بيت الجمال وبيت نتيف وزكريا على الجناح الشمالي الشرقي لقرية عجور وقد كانت سيارتا القرية تنقلان المجاهدين من أبناء قرية عجور وهم يهتفون ويكبرون الله اكبر ... الله اكبر ... هذا يوم الشهادة ... هذا يوم الواجب .. وكان الأطفال والعجائز والحريم والشيوخ تقف على طول طرقات القرية وفوق المرتفعات ترقب
وتشاهد القصف المدفعي
وتصرخ : أين الجيش المصري ؟
أين قائد اليوغسلافي ؟ أين .. أين ؟ أين ؟
. ولما ارتفع آذان يوم الجمعة رفعت الأكف بالدعاء متضرعين للباري أن يوقف القصف وجاء البشير بعد ظهر يوم الجمعة معلناً انتصار المجاهدين والثوار ولوحظ توقف القصف, واندحر العدو نحو خط باب الواد – بيت الجمال برغم اشتراك عدد من طائرات العدو في المعارك آنذاك , ولكن العدو عاد ثانية للهجوم مع غروب شمس الجمعة , واخذ يتقدم نحو بيت نتيف وقرية زكريا , وانتاب الناس الوجوم واليأس لدى سماعهم عن سقوط هذه القرى المجاورة ونزوح أهلها هائمين على وجوههم .
في صباح السبت, كان الجو هادئاً والشمس مشرقة ويعم الجميع حالة من الفزع و الحزن تتخللها فوضى رحيل الأهالي من القرى المجاورة و التي كانت قد رحلت ونزحت عن قراها وسكنت غربي قرية عجور, وقد أثار رحيلهم روح الفزع في نفوس أهل القرية لما بثوه من إشاعات حول زحف اليهود من الجهة الغربية , ولكن الأهالي قد حافظوا على توازنهم حتى ظهر السبت حيث لم يظهر أي شيء يعكر صفو القرية فالمجاهدون يتحركون ذهاباً وإياباً ويحاولون تقوية الدفاعات ورفع معنوية الأهالي, وقد سمع آذان ظهر يوم السبت ولم يكن يدري أهل عجور أنه أخر آذان سيسمعونه من على مئذنة قريتهم.
في حدود الساعة الثالثة بعد الظهر فتح المجاهدون نيران بنادقهم على هجوم العدو وارتال مصفحاته باتجاه خلة الدير- السطح ولكن فرقة أخرى من العدو أخذت تطلق نيران مدافعها الرشاشة من خربة سعادة باتجاه القرية وبكثافة لم تسمع ولم تشاهد القرية مثلها من قبل وأخذت فرقة ثالثة أخرى تتقدم باتجاه القرية من محور البحشور باب الواد وهكذا هاجم الصهاينة قرية عجور من ثلاثة محاور وعمل حركة التفاف وبدأ بالهجوم من تل زكريا شمالا وعن طريق خربة العرب, ولم يستطع المقاتلون و المدافعون عن القرية الصمود أمام هجمات العدو لهائلة والمدعمة بالمصفحات ناهيك عن نفاذ ذخيرتهم وقلة تأثيرها على أرتال العدو الزاحفه. وتحت شدة القصف وصبيب النيران من محاور الهجوم اليهودي على بلدة عجور خرج الأهالي بشكل فوضوي في هلع وفزع تاركين القرية وما فيها للعدو الصهيوني في مساء يوم السبت الموافق 23/10/1948 .. واخذ العدو يهدم المنازل وينسف البيوت بعد تفتيشها وإخراج ما تبقى فيها من سكان واخذ يجمعهم في بعض الأماكن من بيوت عجور.
منتديات عجور بيت كل العرب