الموقع الجغرافي :
تقع قرية المسمية الكبيرة في جنوبي فلسطين ،و بالتحديد تقع في الجزء الشمالي منقضاء غزة في اللواء الجنوبي من فلسطين ، كما تقع شمال شرقي قرية القسطينة التي تبعدنحو أربعة كيلو مترات عن المسمية ،وتبعد المسمية عن يافا نحو 40 كيلو متراً، وعنغزة نحواً من 45 كيلو متراً وعن القدس حوالي 50 كيلو متراً،و موقعها متوسط بالنسبةللمدن الثلاث .و هذا ما أعطى موقعها أهمية جغرافية و استراتيجية خاصة .
المساحة وعدد السكان :
تبلغ مساحة القرية نحو 20687 دونماً ( الدونم = 1000 متر مربع ) ، منها 464 دونماًللطرق و الوديان ، وقد غرس البرتقال في 1235 من الدونمات جميعها للعرب . و أعماقآبارها تتراوح بين 20 و 50 متراً ،وإن كان بعضه يزيد على المائة من الأمتار . و فيالمسمية الكبيرة الكثير من الطيور الداجنة فيستفيد الأهالي من بيعها و أكلها، وتحيط بأراضي القرية أراضي المسمية الصغيرة و ياسور و القسطينة و أراضي قرى بشيت والمخيزن و قطرة و الخيمة التي تتبع قضاء الرملة . و تعتبر أراضي المسمية الكبيرة منأخصب الأراضي فالأرض زراعية حمراء طينية ، و تقسم طريق غزة يافا أراضي القرية إلىقسمين رئيسيين :
شرق الطريق : وتشمل أراضيالقرقيطي و الذنبة و المنزلة و المخيزن و أرض طريق شحمة و طريق تل الترمس .
غرب الطريق : وتشمل الأراضيالواقعة من القسطينة حتى سلوجه و امتداداً إلى ياسور . ويتبع القسم الشرقي حارةآل ياغي ، كما يتبع القسم الغربي حارة آل مهنا و عائلات أخرى .و يلاحظ أن العربيملكون معظم أراضي القرية و عائلات أخرى أي حوالي 20687 دونم ولا يوجد فيهاملكية لليهود .
ومساحةقطعة الأرض التي بنيت عليها بيوت القرية 135 دونماً ، و كان عدد سكانها في عام 1922
م ما يقرب من 1930 نسمة و بلغوا في عام 1931 م ،(1752 ) نسمة بينهم 902 من الذكور و805 من الإناث وقد بلغت بيوت القرية حوالي 354 بيتاً . وقد ارتفع عدد السكان فيإحصاء عام 1945 م إلى 510 نسمة ، وازداد عددهم في عام النكبة ( 1948 ) حتى بلغ مايزيد على ثلاثة آلاف نسمة . و تعتبر قرية المسمية الكبيرة رابع قرية في اللواءالجنوبي من حيث عدد السكان ، إذ تسبقها قرى حمامه و الفالوجة و اسدود و تأتي بعدهاقرية المسمية الكبيرة .وقد وصل عدد السكان حالياً إلى ما يربو عن 25 ألف نسمة.ويوجدبالمسمية عدة طرق غير معبدة تربطها بالقرى المجاورة إلى جانب الطرق المعبدة ، فترتبط مع ياسور إلى الغرب من المسمية بطريق مطروق ، كما ترتبط مع القسطينة بطريقمعبد ، ومع المسمية الصغيرة بطريق عادي ، ومع قرية شحمة إلى الشرق و كذلك قريتيالمخيزن والخيمة ترتبط معها بطرق وادية . و ترتبط قرية المسمية مع قرى قطرة والمغار بطرق معبدة .
كما يوجد وديان في القرية منها وادي العطش و وادي سيقرير و وادي الجميزة و واديالعجل و غيرها .
والذي يتتبع الصلة بين مساحة أراضي القرية و عدد سكانها يجد أن هذه الصلة لعبتدوراً بارزاً في بناء شخصية أبناء القرية الذين كانت أكثريتهم تملك أرضاً و تعتمدعليها في حياتها الإنتاجية و الاقتصادية ، وخاصة حين يرى أن القرية قد برئت إلى حدكبير من الإقطاع وأن أبناء القرية في كثرتهم كانوا ملاك لأرضهم .
المناخ :
يغلب على مناخ قرية المسمية الكبيرة مناخ فلسطين وهو مناخ حوض البحر المتوسط أي أنهحار جاف صيفاً دافئ ممطر شتاءً ، و لكن لها خصوصية من هذا المناخ العام ، فمناخهامعتدل صيفاً و شتاءً، و تسقط عليها الأمطار بشكل جيد ، وقد بلغت كمية الأمطار التيتساقطت في سنتي 1936 - 1937 و 1937 - 1938 في المسمية كما سجله مقياس مطر مدرستها9416 ملم و 2524 ملم على التوالي ، و تبلغ درجة الحرارة في الصيف في حدود 35 منهاراً و في الشتاء 15 درجة مئوية .
المساكن :
يعيش غالبية سكان القرية في بيوت من الطين ، فيقومون بالتعاون مع بعضهم بعمل طوب منالطين حتى يجف ، و بعد ذلك يقومون ببناء البيوت ثم يسقفون هذه البيوت بجذوع الأشجارأو أعمدة الحديد ويغطونها بسعف النخيل و أعواد البوص ثم يضعون بعد ذلك الطين علىالسقف و يليسونه و يراعون عمل ذلك سنوياً حتى لا تدلف البيوت عليهم . و كان أحدالبنائين و هو عبد الرحمن الحوراني يقوم بصف قوالب الطين على مقياس من الماء و بناءالمنازل و هكذا .
و منازل القرية تكون عادية مربعة الشكل تطل بيوتها على فناء واسع من الداخل ، وللمنزل بوابة خشبية كبيرة و بها بوابة صغيرة و تسمى (خوخة) ولها لقطة من الداخل وهيبمثابة متراس ، و من المعروف أن البيوت الطينية دافئة شتاء و معتدلة الحرارة صيفاً. أما بيوت القرى في المناطق الجبلية فتختلف في بنائها عن بيوت المناطق الزراعيةالطينية في المناطق السهلية ، ففي الأولى تبنى من الحجارة و يليسونها بالطين بينماتبنى في الثانية من الطين ، إلا أنها في الآونة الأخيرة بدأت القرية تشهد نشاطاًمعمارياً حديثاً ولو لم تحدث النكبة عام 1948 لتغير وجه القرية و أصبحت مدينة .
ويسكن في هذه البيوت الواسعة أسر كبيرة قد تشمل الأب و أولاده وزوجاتهم و أولادهموقد يصل عدد سكان البيت إلى ما يقرب من نيف وثلاثين شخصاً ، و يأكلون جميعاً و خاصةالوجبات الأساسية الغذاء أو العشاء ، وذلك حسب ظروف أعمالهم . كما أنهم يأكلونجميعاً في إناء واحد كبير مصنوع من الخشب يسمى (الباطية) و يجلسون حولها في شكلدائري ، و أحياناً يأكلون الطعام في صحون من الفخار ويسمى الصحن أبو عشرة (الكبير) والزبدية (الصغيرة) ويشربون من الإبريق الفخاري . و يطبخون في قدر من الفخار يسمى(قدرة) و يشعلون النار تحتها بوضع حطب و يضع القدر على على قاعدة من الطين والحجارة و يغرفون الطبيخ بالمغرفة الخشبية غيرأن بعض البيوت عرفت البريموس في طبخها.
كما توجد بعض الأواني المنزلية الحديثة في بعض البيوت ، و أثاث البيوت بسيط للغايةفالجميع يجلسون على الأرض و على الفرشات (المراتب) المصنوعة من الصوف أو القطن وكذلك فإنهم يمتلكون الألحفة ، ويوجد في بعض البيوت دواليب (خزانات) و في معظمهاصناديق و حامل للفرشات .