يعيش اهالي بلدة الولجة الفلسطينية مخاوف بسبب جدار الفصل الذي تشيده اسرائيل ويتوقع ان يحول البلدة الى "قفص كبير" على حد تعبيرهم.
ويشير عمر حجاج احد سكان البلدة باصبعه الى رسم معلق على الجدار لمخطط الجدار ليبرهن على انه سيحول بلدته الى "قفص كبير".
ويظهر المشهد الحالي خندقا كبيرا يفصل بين الولجة، الواقعة في جنوب الضفة الغربية، والاراضي التابعة لدير كريميزان. واستؤنفت اعمال بناء هذا الجزء من الجدار في نيسان/ابريل بعد توقفها لسنوات عدة.
من على شرفته المطلة على القدس ومستوطنة جيلو الاسرائيلية، يتحدث عمر حجاج عن تسارع الخطوات الاسرائيلية لبناء جدار الفصل. ويقول "تلقيت اتصالا الاثنين الماضي (في الخامس تموز/يوليو) من وزارتي الداخلية والدفاع (الاسرائيليتين) لتحديد موعد للقائي في اليوم نفسه داخل منزلي".
ويضيف هذا الاب لثلاثة اطفال الذي يقع منزله في "الجزء الاسرائيلي" من البلدة المنوي تقسيمها "لقد شرحوا لي نيتهم تشييد حاجز الكتروني بطول 15 مترا وارتفاع 5 امتار بين الجدار ومنزلي".
ويتابع "قالوا لي: سنسمح بزيارات العائلة والاصدقاء، لكن عليك ان تجيب بالنيابة عنهم"، مردفا والقلم والدفتر بين يديه "سيكون هناك بابان للخروج، لكن يجب الا يكونا مفتوحان في الوقت نفسه ابدا". ويقول ساخرا "الذين سيرون منزلي مطوقا بجدار سيظنون لوهلة انهم امام حديقة للحيوانات الموضوعة في قفص".
وتوضح ويلو هيسكي الناطقة باسم المنظمة غير الحكومية اوكسفام ان الولجة وهي البلدة المرتبطة تماما بجارتها بيت لحم خصوصا في مجال الخدمات الصحية ستكون "القرية الوحيدة في الضفة الغربية التي سيطوقها الجدار بالكامل".
وتدير اوكسفام في الوقت الحاضر مشروعا لمساعدة سكان الولجة البالغ عددهم الفي شخص على الانتظام داخل بلدتهم. ولم يقتصر اثر جدار الفصل الاسرائيلي على الاحياء بل تعداه الى الاموات.
وفي هذا الاطار، ينتظر احمد صالح البرغوث في 25 تموز/يوليو قرارا من القضاء الاسرائيلي حول الطعن الذي تقدم به ويطلب فيه عدم مرور جدار الفصل الاسرائيلي في احد اجزاء بستان دفن فيه والداه وجدته.
ويشرح هذا المزارع الستيني ذو الشعر الابيض بأن "هذا المكان فيه مدفن العائلة"، مضيفا "نحن مسلمون لكن شقيقي تزوج بمسيحية وهذا هو المكان الوحيد الذي يمكن فيه دفنهما معا".
وفي المكان اشرطة زرقاء مترابطة تسطر حدود الجدار. ويقول البرغوث "هل هددت هذه الشجرة المحتلين (الاسرائيليين)؟"، من امام شجرة صنوبر اقتلعت قبل قرابة الشهر مع عشرات الاشجار الاخرى منها الكثير من اشجار الزيتون لفتح المجال امام استكمال بناء الجدار. ولعل احد اسباب الفخر بالنسبة لسكان الولجة هو وجود اقدم شجرة زيتون في فلسطين في بلدتهم، ويعود تاريخها الى ما بين 5 الى 7 الاف سنة.
وجرى الانتهاء من تشييد اكثر من 400 كيلومترا من اصل 709 كيلومترات يتشكل منها الجدار المكون من مجموعة من الاسلاك الشائكة والخنادق والاسيجة الالكترونية المزودة باجهزة استقبال او جدران من الباطون.
أ ف ب