عززت شرطة الاحتلال الإسرائيلي صباح الخميس28/9/2017، من انتشارها العسكري في القدس المحتلة، وتحديدًا في البلدة القديمة، تزامنًا مع حلول عيد "الغفران" أو "الكيبور" اليهودي.
ونشرت شرطة الاحتلال الآلاف من عناصرها وقوات "حرس الحدود" والخيالة والمتطوعين في كافة أنحاء المدينة المقدسة، وأغلقت العديد من الشوارع والطرق الرئيسة فيها، ونصبت الحواجز العسكرية على مداخل البلدة القديمة.
وتأتي هذه الإجراءات، بالتزامن مع اقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين باحات المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال، ووسط قيود مشددة على الفلسطينيين.
وقال مسؤول العلاقات العامة والإعلام بالأوقاف الإسلامية فراس الدبس: إن قوات الاحتلال شددت منذ الصباح من إجراءاتها على مدينة القدس والمسجد الأقصى، وانتشرت بكثافة بداخل المسجد وعند أبوابه.
وأوضح أن تلك القوات احتجزت البطاقات الشخصية للشبان والنساء الوافدين للأقصى، وأخضعت العديد منهم للتفتيش، بالإضافة إلى تفتيش عددًا من طلاب مدرسة الأقصى بالقرب من منطقة "الحرش" بالمسجد.
وأضاف أن 162 متطرفًا وعنصر من مخابرات الاحتلال اقتحموا منذ الصباح المسجد الأقصى على عدة مجموعات متتالية، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم ومعالمه، كما اقتحمه 350 سائحًا أجنبيًا.
وأشار إلى أن عددًا من المستوطنين أدوا طقوس وصلوات تلمودية عند أبواب الرحمة والقطانين والسلسلة، إلا أن حراس الأقصى والمصلين تصدوا لهم.
وتوافد عشرات المصلين من أهل القدس والداخل الفلسطيني المحتل منذ الصباح الباكر إلى الأقصى، وتوزعوا على حلقات العلم وقراءة القرآن الكريم، وتصدوا بهتافات التكبير لاقتحامات المستوطنين المتواصلة.
بدوره، قال المختص في شؤون القدس جمال عمرو: إن إجراءات الاحتلال بحق القدس وسكانها تزدادًا سوءً بالتزامن مع الأعياد اليهودية، وتزداد ضغطًا على المقدسات وكل مكونات الحياة.
وأوضح أن هناك حالة من الهستيريا الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى منذ الصباح، حيث نشاهد أن عدد اليهود المقتحمين يفوق أعداد المسلمين داخل المسجد، بفعل إجراءات الاحتلال والتضييق على الفلسطينيين.
وأشار إلى أن مدينة القدس تشهد إجراءات إسرائيلية صارمة، يتخللها إغلاقات للطرق والشوارع بكافة أحيائها وبلداتها، وتحديدًا البلدة القديمة، وذلك بهدف حماية المستوطنين، ما يؤدي إلى ازدحامات مرورية خانقة، ويشل حركة تنقل المقدسيين.
وأكد عمرو أن الأوضاع بالمدينة تزداد سوءً يومًا بعد يوم، فهناك عشرات أوامر الهدم تم توزعها على السكان، وإغلاق 16 قرية شمال غرب المدينة، وتعطيل الدوام في 50 مدرسة، ناهيك عن التنكر المطلق للحق الفلسطيني في الوجود على قيد الحياة.
وكانت شرطة الاحتلال أعلنت الأربعاء، انتهاء استعداداتها للعيد اليهودي "الغفران" أو ما يسمّى بـ"الكيبور"، والذي يمتد على مدار يومي 29 و30 من سبتمبر الجاري، يشمل إغلاق طرقات المدينة وفرض إجراءات أمنية مشددة على المقدسيين.
وأوضحت الشرطة في بيان صحفي أنها ستنشر الآلاف من عناصرها، بالإضافة لقوات من "حرس الحدود" والمتطوعين في كافة أنحاء مدينة القدس، ابتداءً من اليوم الخميس، وحتى مساء السبت، بالتزامن مع وصول آلاف اليهود للصلاة في حائط البراق.
وأضافت أنها ستُغلق الطريق أمام حركة المركبات في البلدة القديمة (الأحياء المقدسية ذات الكثافة السكانية العالية) من جهة "باب الخليل" غربي القدس.
كما ستُغلق مساء اليوم شارع رقم "1" أمام حركة المركبات القادمة من مناطق "التلة الفرنسية"، الشيخ جراح، والأنبياء، بالإضافة إلى أجزاء من الطريق الرئيس المؤدي من القدس إلى مدينتي بيت لحم والخليل.
وأشارت إلى أن بلدية الاحتلال ستقوم بمساعدة عناصر الشرطة في عملية نشر الحواجز الحديدية على الطرق الرئيسية، كما سيتم نشر القوات الإسرائيلية في محيط خطوط التماس ونقاط الاحتكاك مع الفلسطينيين لمنع "رشق الحجارة والإخلال بالنظام"، وفق البيان.
وأصافت أن عيد "الغفران" يتزامن مع صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، والذي يتضمن وصول حشود كبيرة من المصلين المسلمين إلى المسجد، لذا فأن شرطة الاحتلال ستعزز تواجدها في أزقة البلدة القديمة، وستعمل من أجل "عدم المس بحرية العبادة والحفاظ على النظام العام".
المصدر: وكالة صفا