تواجه أبنية أثرية وتاريخية في بلدة دير استيا قضاء سلفيت، خطر الاستيطان الإسرائيلي، الذي يلتف حولها، محاولا طمس معالمها وجمال هندستها.
ويقول رئيس البلدة، سعيد زيدان: إن مساحة البلدة القديمة في بلدة دير استيا تقدر بـ 66 دونما، ومكونة من بوابات وأقواس وممرات وبيوت متلاصقة تسكنها 18 عائلة، لافتا إلى أن هذه البيوت الجميلة تحمل عراقة فن لثلاثة عصور منها الروماني منذ آلاف السنين، والعهد المملوكي منذ قرابة الستمائة عام والعهد العثماني.
وأضاف زيدان: "هذه العراقة التاريخية تواجه غول الاستيطان الذي حاصر دير استيا بالكامل، حيث اقام على اراضيها الشاسعة مستوطنات رفافا، ياكير، حافات يائير، عمانوئيل، جينات شمرون ومعاليه شمرون وقرنية شمرون ونوفيم".
وأكد أن هذه المستوطنات تحاصر أبنية دير استيا من جميع الجهات وذلك في رسالة إسرائيلية، للفسطينيين بأن "العراقة التاريخية للشجر والحجر سيشطبها غول الاستيطان العنصرية".
وتابع: "المنطقة التاريخية في بلدة دير استيا تم ترميمها عام 2003م، وأسست فيها بنية تحتية غطت كل المساحة المقامة عليها، لتمكين العائلات فيها كي تواصل الصمود والبقاء فيها.. عراقة المنطقة تغيظ الاحتلال، وهي متماسكة في كل شيء".
وأكد رئيس البلدة أن الاستيطان يفتقر التاريخ والأصالة، معتبرا صمود البلدة لغاية الآن، بمثابة كنز للفلسطينيين، ورافعة أمام تغول الاستيطان في المنطقة، ولا سيما أن الاحتلال صادر أراضي دير استيا، وحرم الفلسطينيين من الاستفادة من أراضيهم وسمح للمستوطنين بالاستفادة الكاملة والمطلقة.
وتتمسك الحاجة فوزية أبو حجلة (61 عاما) بالحق في العيش بالبلدة القديمة في دير استيا، وترفض الخروج وتقول: "أنا لا استطيع العيش خارج بيتنا التاريخي، فأنا عشت فيه وتزوجت وأنجبت أولادي كلهم، وسأبقى فيه حتى مماتي".
وتضيف أبو حجلة: "نعيش مع بعضنا البعض في هذه البيوت الجميلة فهي تحمينا من برد الشتاء وحرارة الصيف، ولا نحتاج لأجهزة تبريد في الصيف ولا أجهز تدفئة في الشتاء وهي أفضل من كل الأبنية الحديثة".
وتتابع: "عشت المرة والحلوة في هذا البيت العريق ولن اخرج منه".
المصدر: فلسطين اون لاين